كلاكيت 2016: السلطان عبدالحميد الى المنفى وعمر المختار يعدم وكيري يرتدي عباءة بيكو
نيسان ـ نشر في 2016-02-19 الساعة 15:07
لقمان إسكندر
لم يعد سرا انضمام الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل الى حلف الممانعة، وذلك بعد ان تغيرت أهدافه واستراتيجياته من القضاء على (إسرائيل) الى القضاء على الشعب السوري.
صحيح أن لكل عضو في الحلف أهدافه الخاصة، لكن (معلش) المهم ان الهدف الأخير يتحقق في إنهاء الوجود السوري في سورية.
إيران تقول، وعلى لسان مسؤوليها – آخرهم قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني العمید محمد خاكبور – إنها تدافع عن الحدود العقائدية لها في سورية والعراق، وأمريكا تريد إعادة تركيا الى العصور الوسطى، بعد أن تحولت الى قوة اقتصادية وعسكرية وسياسية كبرى، وإسرائيل تشعر بالانتشاء ومنشغلة بقتل أطفال الفلسطينيين، وروسيا تخوض حربا مقدسة ضد أهل المنطقة، أما اليسار واللايبراليون فإنهم يريدون إنهاء الوجود الإسلامي في بلاد الشام، بعد أن اكتشفوا أن حقبة حكمهم للمنطقة طوال قرن لم تنجح في اجتثاث عقائد الناس وأحلامهم.
رغم الجينز الذي نرتديه، ورغم الفيسبوك، والواتساب، فإن العرب اليوم هم ذاتهم العرب في العام 1916م.
عمر المختار يقتل من جديد، والقسام يفشل مجددا في اقناع القادة العرب بقدرته على طرد العصابات الصهيونية، لم يتبق سوى طرد السلطان عبدالحميد الى المنفى، لينشغل بكتابة مذكراته.
إنه تجنيدنا مرة أخرى لأدواتنا في صراع يقوده الأعداء لتحقيق مصالحهم. ولكأن أبليس نفسه يرسم خريطة ما يجري.
هنا، يبدو أن القلم الرصاص الذي كان حاضرا على طاولة سايس وبيكو يظهر على طاولة وزيري خارجية واشنطن وموسكو (كيري – لافروف). هذا يعني ان كلمة (الوطنية) بعد عشرين عاما ستكون مختلفة عن المعنى الذي نفهمه اليوم، والمعنى الذي كان متداولا لدى اجدادنا سابقا.
هي فنتازيا لا تقل غرائبية عن الأحداث التي نعيشها والتحالفات التي جرى ويجري تشكيلها.