اتصل بنا
 

صور ٌ من سيرتنا !

نيسان ـ نشر في 2016-02-19 الساعة 17:25

نيسان ـ

( 1 ) في فكرة الثقافة .

منذ أخذ َ الوعي ُ في التشكّل ِ ، رفقة المتابعين و المشتغلين في الحقل وميادينه ، قلنا عن الثقافة كلاما ً كثيرا ً من حيث كيف تنبني و كيف يمكن قراءتها !

.. " الوعي و الثقافة " لا يجتمعان وفق " أهواء فرديّة " وانحيازات فئويّة .. ولا ينفع وعي ولا يدوم حين ينحاز إلى مسطرة قياس تعمل وفق محدّدات " اللون والطول وربّما انتفاخ الجيوب " ؟

.. و لا تنفع " ثقافة " تنبني على " فزعة وتقسيم و أهواء و جغرافيّات لا لزوم لها " ؟

...

عندنا ، في بلادنا ، و في الأغلب الأعم ، الثقافة تنهض على فكرتين :

" فصيلة الدم " و " الأكلة المفضّلة " و كذلك بات الهتاف سبيلا ً لتكريس الثقافة الطارئة و غدت عناوين " هكذا سمعنا / قالوا / أنا بعرف " محدّدات لثقافة البؤس السائدة .

.. لا نجترّ كلاما ً ، ولكنّنا نسترجع ملامح الوجع التي ما تزال على حالها

( 2 ) في الحوار .

و معارك الحوار / الجدل / الكلام ، في بلادنا وفي أغلبها الأعم ، كانت ولا تزال تُخاض بأدوات بادحة أو أنها تُخاض في غير أوقاتها و من دون أدواتها .

المعارك جميعها كانت ولا تزال :

خـِيضـَت أو تخاض ُ بسقوف مرتفعة من التشاتمات والذم والقدح والنميمة و الثارات الكيديّة والحقد و السعي لخلط الأوراق .

خِيضت أو تخاض ُ لتفتيت المجتمعات أفقيا ً و عاموديا ً و لتعميق الشروخات الذهنية والمادية والعقائدية و التاريخية ، و إيجادها إن لم تكن حاضرة .

خيضت و تُخاض ُ بالنيابة عن آخرين و دفاعا ً عن مصالح أطراف أخرى تتصارع في الخفاء أو أنها ، هذه الأطراف ، تفتعل صراعات لتمرير اتفاقاتها و برامجها .

...

معارك الحوار عندنا ، تنطلق ُ من باطنيّات مكبوتة و تروح باتجاه الصراخ والتشاتم و تنتهي بــ ِ فراغ و لا جدوى و خسارات لكلّ الشركاء ولكلّ الفرقاء و لكلّ المتفرّجين .

( 3 ) عجبا ً !

يبذلون جهدا ً و وقتا ً و مالا ً لـــ ِ تجديد آثاث منازلهم و تنظيفها و دهان جدرانها و شراء ما يلزم للمطابخ و للصالونات و للمراحيض ، و يعتنون بشكل فائق باحتياجاتهم اليوميّة و يعطّرون البيوت و يختارون الأواني المنزلية التي تصلح للطعام وللطبخ وللفرجة و ربما يتباهون بها و بما يفعلون .

يهرقون الماء والمال ويهدرون الوقت و يتفاخرون !

ولكنّهم لا يولون عقولهم اعتناء ً و لا وقتا ً ولا انتباهاً لتجديدها أو تمرينها أو صيانتها .. العقول تصدأ كما المعادن إن لم يتجدد مضمونها و ينضاف إليه .

..

عجبا ً لمن يجدّد ربطة عنقه في الشهر أكثر من مرة أو ينوّع في اختيار نظارته الشمسيّة ، مثلا ً ، و لا يشتري دفتراً أو صحيفة أو كتابا ً

عجبا ً لمن يجتهد للحفاظ على مطبخه نظيفا ً و لا يحاول تنشيط عقله

عجبا ً لمن يتباهى بــما يقول ولا يفرح بما يسمع

عجبا ً لمن " يزيّت و يغسل و يدهن " سيارته ولا يكلّف نفسه أن يزيّت عقله .

..

يجلون و يغسلون صحونهم ولا يغسلون أفكارهم .

و يحدث أكثر و أكثر .

و تلك أزمة في البلاد وعند العباد .

نيسان ـ نشر في 2016-02-19 الساعة 17:25

الكلمات الأكثر بحثاً