في ظل هذا الانتظار القاتل تخطئ الحكومة والشعب الأردني
فتح سعادة
كاتب أردني وخبير مياه
نيسان ـ نشر في 2016-02-19 الساعة 17:25
ربما العبارة الأكثر ترددا هذه الأيام وعلى لسان الجميع: الكل خائف ويبدو في حرب عالمية على الأبواب.
أنا لا أقلل من شأن الترقب لما سيجري فالكل حائر. لكن إذا كان الحل هو الانتظار في حركة الحياة والتنمية والاقتصاد واستغلال الظرف الراهن تنمويا فهذا خطأ قاتل.
كل غيور على مصلحة الأمة يقف مع المشاركة الإيجابية للأردن مع الحلفاء والأشقاء في قرارات وخطوات عليها إجماع وفي مصلحة الأمة. أما داخليا فتدشين مشاريع مؤقتة التأثير من ناحية التنمية المستدامة فهذا خطأ استراتيجي قاتل.
أيا كانت نتيجة الصراع من حولنا فاستغلال ظرف الكساد الحالي في إطلاق مشاريع التنمية الكبرى هو فرصة تاريخية.
الكل خائف وينتظر النتيجة لكن تكديس الأموال في البنوك ليس حلا.
الشعب خائف وسياسات الحكومة وحتى تصريحاتها لا تبعث على الطمأنينة وتصمت في مواقف تستوجب الشرح والتفصيل وشرح الملابسات.
المبادرة لا تأتي أبدا من الشعب.
والمبادرة لن تأتي من شركات القطاع الخاص الآخذة في الاضمحلال في ظل هذا الانتظار القاتل.
لا بد من استحداث إستراتيجية وطنية ومبادرة وطنية تلغي أو على الأقل تحد من هذا الانتظار.
الشعب لن يقوى كثيرا على الصمود ونحن نرى أن معظم الشعب الأردني قد أصبح بطريقة أو أخرى حالات إنسانية.
الحكومة لديها القدرة على المبادرة بما حصلت عليه من دعم في موضوع اللجوء السوري وغيره.
لدينا كذلك الكثير من الشراكات الإستراتيجية مع دول عظمى اقتصاديا ولا سيما مع الصين التي وقع معها الأردن في أواخر العام الماضي اتفاقات ومذكرات تفاهم بسبعة مليارات دولار قد تغير واقع الاقتصاد الأردني كاملا.
وأخيرا قد لا يستمر انخفاض أسعار النفط أعواما طويلة وخاصة مع بوادر اتفاق المنتجين الكبار على البدء في خفض الانتاج.
إذن نحن ننتظر أمرين إما ندما على عدم استغلال الظرف الراهن لمصلحة التنمية المستدامة أو تآكلا لقيمة النقد المخزن في البنوك داخليا وخارجيا.
لا أدري كم سنقوى على الانتظار أكثر.