اتصل بنا
 

متنزهون يحيلون مناطق في البحر الميت إلى مكاب للنفايات - فيديو

نيسان ـ الغد ـ نشر في 2016-02-20 الساعة 09:17

x
نيسان ـ

كشف ازدياد اعداد السياح الى مناطق الاغوار بشكل عام والبحر الميت على وجه الخصوص خلال الفترة الحالية، الحاجة الماسة لايجاد آلية معينة لتنظيف المنطقة التى بدت معظم اجزائها وكأنها مكبات نفايات.
وقد بدا هذا الامر واضحا خلال الاسابيع الماضية، مع توافد عشرات الالاف من السياح والمتنزهين خلال عطلة نهاية الاسبوع، اذ لم يجد معظمهم مكانا ملائما لقضاء يومه ما دفع بالبعض الى مغادرة المكان على عجل، في حين افترش معظم المتنزهين جوانب الطرق الرئيسة والفرعية تاركين وراءهم اكواما من النفايات التي ما زالت تملأ المكان.
ويبدي المغترب فارس الزعبي دهشته من رؤية اكوام النفايات على شاطئ البحر الميت الذي يعد كما يصفه "قبلة السياحة المحلية"، لافتا الى ان ما شاهده لا يتفق مع سمعة السياحة الاردنية، خاصة في دول الخليج سيما وان البحر الميت يعد من اكثر الأماكن استقطابا للسياح.
ويضيف الزعبي، أن الأوضاع على الشاطئ والمنطقة ككل سيئة جدا، فلا يوجد ادنى اهتمام بهذه المنطقة التي ينقصها الكثير من الخدمات الضرورية كالطرق والشواطئ المؤهلة والحمامات والمياه النظيفة، مبينا ان اقل ما يجب القيام به هو جمع النفايات بشكل مستمر كي لا تتراكم بكميات كبيرة تشوه مظهر المنطقة.
ويلفت الزعبي ان غالبية المتنزهين خاصة في هذا الوقت من العام هم من المواطنين البسطاء الذين لا يستطيعون دفع رسوم دخول المنتجعات السياحية، واغلبهم يبحثون عن خصوصية في مكان يتمكنون فيه من قضاء وقت مريح في اجواء اسرية، ما يتطلب إنشاء مشاريع سياحية خاصة بذوي الدخل المحدود، تتوفر فيها البنية التحتية اللازمة.
وانتقد فارس محمد دور الجهات المعنية كالبلديات والسياحة وهيئة الاستثمار وسلطة وادي الاردن لعدم اهتمامها بالمنطقة، مؤكدا عدم توفر دورات مياه على امتداد شاطئ البحر الميت او الطرق الرئيسة التي تستقطب آلاف الزوار.
ويتساءل فارس كيف يمكن للعائلات أن تقضي ساعات طويلة في ظل عدم وجود خدمات ضرورية؟ وكيف يمكن النهوض بهذه المنطقة التي تعتبر متنفسا حقيقيا للأردنيين بكافة أطيافهم؟ مشيرا انه يتردد على هذه المنطقة منذ سنوات لكنه لم يلحظ اية تطورات ملموسة سوى سلال القمامة التي فاضت بما فيها لعدم جمعها كل فترة.
ويبين صاحب الكشك علي احمد انه وزملاءه اصحاب الاكشاك يضطرون الى جمع النفايات في مكان معين واحراقها بمعدل مرتين بالاسبوع, لافتا الى ان الجهات المسؤولة قامت بوضع حاويات للنفايات على طول الشاطئ الا انها لم تقم بجمعها منذ شهرين سوى مرة واحدة ما احال المنطقة الى مكرهة صحية.
ويوضح ان بعض المتنزهين هم السبب الرئيس لما تشهده المنطقة من اوضاع سيئة لانهم لا يأبهون اين يلقون نفاياتهم وبعضهم يقوم باحراق النفايات الموجودة في حاويات القمامة للتخلص منها، مطالبا بتوفير عمال نظافة خاصة ايام نهاية الاسبوع كما هو الحال على شارع البحر الميت.
ويشير مدير سياحة البلقاء المهندس أيمن أبو جلمه إلى أن تداخل الصلاحيات وضعف الإمكانيات المادية يحولان دون تقديم أقل ما يمكن لهذه المنطقة التي تعتبر منطقة جذب للاستثمارات السياحية، موضحا ان دور السياحة يقتصر على مراقبة ترخيص الفنادق فقط، ولا يتوفر لديها كادر أو إمكانيات مادية للمحافظة على نظافة المنطقة.
ويؤكد اهتمام وزارة السياحة بتطوير مناطق البحر الميت لتشجيع السياحة الداخلية كونها منطقة جذب سياحي على مدار العام، إلا أن تداخل الصلاحيات يحول دون ذلك، محملا مسؤولية التقصير "لتنموية البحر الميت" التي أخذت على عاتقها إعداد البنية التحتية اللازمة للمشاريع السياحية الخاصة بالسياحة الداخلية وذوي الدخل المحدود، لافتا الى ان متنزه الأمير حسين (متنزه سويمة) الذي كان من المفترض ان يكون متنفسا للسياحة الداخلية جرى تسليمه لشركة تطوير البحر الميت بعد ان رفعت الوزارة يدها عنه.
من جهته، يحمل مدير بيئة وادي الأردن المهندس شحادة الديات مسوولية نظافة المنطقة إلى المتنزهين والسياح بالدرجة الأولى، لانهم لا يجمعون نفاياتهم قبل مغادرتهم الأمر الذي يتسبب بوجود مثل هذه المكاره، داعيا المتنزهين ورواد المناطق السياحية إلى المحافظة على أماكن جلوسهم وتركها نظيفة لأنه من غير المعقول تعيين عامل وطن لتنظيف النفايات مع كل أسرة تود التنزه وهذا لا يقتصر على مناطق الأغوار بشكل خاص، مشددا على ضرورة تغيير سلوكنا تجاه هذه الظاهرة.
من جانبه اكد مدير شركة تطوير البحر الميت المهندس حمزة الحاج حسن ان مشكلة النظافة على شاطئ البحر الميت سببها وجود الاكشاك المخالفة واعداد السياح الذين يرتادون المنطقة بشكل مخالف ايضا، لافتا الى ان الشركة رغم عدم مسؤوليتها عن الموضوع الا انها تقوم اسبوعيا بحملات نظافة بالتعاون مع الجمعيات والاندية.
وبين الحاج حسن ان الشركة قامت بوضع حاويات قمامة على امتداد الشاطئ، الا ان عدم تعاون السياح والمتنزهين في جمع نفاياتهم ووضعها في الاماكن المخصصة فاقم من المشكلة، مشيرا الى ان الشركة تعمل على توفير ضاغطات نفايات وعمال نظافة بالتعاون مع بلدية سويمة لادامة عمليات التنظيف بشكل مستمر.
واوضح انه سيجري توفير وتأهيل مكان مخصص للمتنزهين يتوفر فيه الخدمات اللازمة التي تضمن شروط الصحة والسلامة العامة، ومن ثم ازالة جميع الاكشاك العشوائية وضبط السياحة العشوائية في المنطقة، مبينا ان الشركة ستقوم بحملة نظافة صباح اليوم بالتعاون مع عدد من الجمعيات والاندية.
في حين، يؤكد رئيس قسم حماية البيئة التابع لأمانة عمان المهندس سائد كريشان أن الأمانة معنية بتنظيف الشارع الرئيس وشارع الخدمات "الكورنيش" من مثلث المغطس وحتى شاطئ عمان السياحي، وأن عمال الأمانة يواجهون تحديات كبيرة خاصة خلال أيام الجمع والعطل حيث تقدر كمية النفايات التي يتم جمعها خلال يوم الجمعة فقط بما يقارب 16 طنا.
ويشير كريشان إلى أن ديمومة نظافة المنطقة لا تقتصر على الجهات الرسمية (الأمانة، شركة تطوير البحر الميت، وسلطة وادي الأردن ووزارتي البلديات والبيئة)، مناشدا المتنزهين ورواد هذه المنطقة الاهتمام بنظافتها والحفاظ على سلامة بيئتها.

نيسان ـ الغد ـ نشر في 2016-02-20 الساعة 09:17

الكلمات الأكثر بحثاً