اتصل بنا
 

نرانا في أعلى الشجرة ! نصّ قصير لـ ماجد شاهين

نيسان ـ نشر في 2016-02-20 الساعة 12:08

x
نيسان ـ

.

في الكلام ِ عنك، قبيل الكتابة وعندها أو حين نرمي شوق العين لتقريب المسافة واستحضار فاكهة الوجه .. عندها وحين يصير مُتاحاً أن نرسم حرفاً ونرفع " مرحبا " و نرمي " منديلا ً " لكي يجمع لك ِ " حبات التوت " أو " كرزا ً " استباحته اليد من شجرة الجيران .

هناك وحينها يصير لازماً أن نتخـفّف من زوائد الكلام و هوامش الحكاية وحروف العلّة ، ونكتفي بأن نكتب عند الشجرة التي تتدلّى منها أغصان الكرز في حصّتنا من كرز الجيران ، نكتب عن " طعم الماء " في الفم بعد مذاق التوت ، ونكتب عن امرأة لا نرى غير يدها تمدّها إلى توتنا مثلما نقتحم غصن كرزهم ، فنتبادل الأغصان .

هناك وعندها يصير مستطابا ً أن نقتعد الأرض ، أحدنا هنا لصق جدار التوت و الآخر هنا لصق جدار الكرز ، نتبادل " الحـَبّ " أو نتبادل " القضمات " ونجرب كيف يكون الكرز مختلطاً بالتوت ورفيقا ً له ونديماً وصديق جدار .

في الكلام الكثير ، الذي نحبّ أن نرويه ونقوله ونستمع إليه ، نتخفف من أثقال اللغة الطارئة ونسعى إلى روح الكلام ما استطعنا إلى الأمر سبيلا ً .

في الكلام عنك وعنّا وعن شجرنا وجدارنا وأغصان ترمي شالاتها هنا وهناك، ينفع أن لا نعدّ الكرز على أصابع اليدين وأن لا نقرأ في صحن التوت سوى ما فعلته التماعات العين على وجه التوت .. لا ينفع سوى أن نمد ّ أصابعنا إلينا ، فيكون التوت والكرز وتكون حكاية في نصف عتمة وفرح الشجر ، ويكون ندى ً في غير أوانه ويكون حبور .

هناك، حينها، نتلكأ في الغياب ولا نغادر إلا ّ حين نشبع توتاً ونرتوي كرزاً و يصعد بنا زمان الوصل إلى أعلى الشجرة ، فنرانا !

في الكلام عنك .. قبيل الكتابة أو عندها : لا ينفع الكلام من دون أن نرانا في التوت والشجر والجدار والليل وفاكهة الوقت والرقة المُستطابة .

هناك نرى الوقت كما نراه ، فـــ َ نرانا !

نيسان ـ نشر في 2016-02-20 الساعة 12:08

الكلمات الأكثر بحثاً