هدنة سورية .. لا رأس لها ولا يدان
نيسان ـ نشر في 2016-02-21 الساعة 12:02
كيري يقدم البطاطا لنظيره الروسي خلال مباحثاتهما عن سورية
لقمان إسكندر
بعد أن هددت واشنطن المعارضة وحذرت موسكو النظام، قَبِلَ الطرفان السوريان هدنة لا رأس لها ولا يدان.
شرط المعارضة هو في استعدادها للقبول بهدنة تمتد من أسبوعين، أو ثلاثة أسابيع، مقابل توقف القصف الجوي الروسي، وفق ما أعلن عقب اجتماع ضم عددًا من ممثلي الفصائل العسكرية مع رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب، في تركيا. فيما شرط النظام أن لا يستفيد الإرهابيون (كل من رفع في وجهه السلاح إرهابي) من الهدنة عسكريا.
وفق خطوط خريطة القرار السياسي للمعارضة السورية والنظام معا، فإن التالي هو ما سيجري: لن تتوقف أعمال القتل والتدمير بحق سورية والسوريين ميدانيا - برا عبر قوات النظام وجوا عبر روسيا - وسيكون على المعارضة خسارة مزيد من المناطق على وقع ضربات داعش والأكراد والنظام وروسيا.
هنا سيكون على تركيا قلع شوكها وشوك السوريين وحدها. بينما سيمضي المخطط الروسي الأمريكي وفق ما رسمته طاولة كيري – لافروف.
برغم ما قاله المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبوزيد، من ان الهدنة يجب عقدها مع القوى العالمية الفاعلة على الأرض - أي روسيا ومن بعدها إيران – وأن النظام لا دور له في إدارة أي من المعارك على الأرض، لكن الحقيقة تقول أيضا: ولا دور للمعارضة كذلك.
صحيح أن الثوار السوريين يقدمون الغالي والنفيس طلبا لهدفهم الأسمى وهو الحرية، لكن عملية اختطاف قرارهم من قبل الأمريكان وقبل ذلك سياسييهم وقع منذ زمن، كما عملية نقل إدارة قرار النظام السوري مراوحة بين طهران وموسكو.
ليس من السهل أن تكون ثائرا في قضية مثل القضية السورية، يتنازعها صراع كوني متصارع الأهداف.
ما زالت سورية تتلظى بنيرانها وحدها، نيران باقية وتتمدد.