اتصل بنا
 

مخرج إسرائيلي: أناضل من أجل فلسطين لأني أحب ديني اليهودي

نيسان ـ DW ـ نشر في 2016-02-21 الساعة 12:52

x
نيسان ـ

عُرِضَ فيلم "مفرق 48" للمخرج الأمريكي الإسرائيلي أودي ألوني في مهرجان برلين السينمائي "البرليناله" لهذا العام (2016). ويحكي قصة الشاب الفلسطيني كريم من مدينة اللد، ويمثل دورَه مغني الراب الفلسطيني تامر النفار. يطمح كريم إلى أن يصبح مغني راب وأن يكون باستطاعته إقامة الحفلات في الملاهي الإسرائيلية. لكنه يصطدم بالتمييز العنصري، الذي يتعرض له لكونه فلسطينيا داخل إسرائيل. ومن خلال شخصية كريم وعائلته وأصدقائه، يسرد الفيلم واقع حياة "فلسطينيي 1948" وما يتعرضون له من تهميش وقمع وظلم. ولكنه في نفس الوقت يتناول المشاكل، التي يعانون منها داخل مجتمعهم، كالمخدرات والبطالة والعنف وترسخ السلطة الذكورية.ولكنه يعرض أيضاً قصة حب رقيقة بين كريم والشابة الجامعية منار. DWعربية التقت مخرج الفيلم أودي ألوني وأجرت معه الحوار التالي:
DWعربية:كيف نشأت فكرة هذا الفيلم الذي يتناول وضع فلسطينيي 1948 بالتعاون مع تامر النفار؟
أودي ألوني:لقاؤنا الأول كان قبل أربعة عشر عاماً. آنذاك نشأت صداقة رائعة بيننا وعملنا معاً في عدة مشاريع فنية، كان منها مشروع في مسرح الحرية بمخيم جنين. حاولنا من خلال هذه المشاريع الفنية أن نكسر الحاجز الاصطناعي، وأن نعيد الصلة بين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفلسطينيي 1948. هؤلاء شعب واحد، ولكن الحدود الفاصلة بينهم جعلتهم يطورون ثقافات مختلفة، وحتى لغات مختلفة. كنا نريد من خلال مشاريعنا الفنية أن نكسر هذه الحواجز. وكل مرة كنا نعمل فيها معاً كنا نقترب من بعضنا البعض، وذات يوم قررنا أن نبدأ في مشروع هذا الفيلم.
لماذا اخترتم بالذات مدينة اللد كمسرح لأحداث الفيلم؟
كان من المهم بالنسبة لي أن يُظهر الفيلم كيف تشتت الشعب الفلسطيني وتقسم بعد 1948، حيث ذهب جزء منه ليعيش في مخيمات اللاجئين في غزة وغيرها من المناطق، وجزء آخر بقوا في أرضهم، التي أصبحت إسرائيل. صحيح أن هؤلاء لهم حقوق أكثر من غيرهم من الفلسطينيين، لكنهم لا زالو نوعاً ما لاجئين في أرضهم، وبالأخص في اللد. فمعظم السكان الفلسطينيين هناك من الذين هُجروا من مدن أخرى مثل يافا ونزحوا إلى اللد. كانت هناك موجات نزوح في الداخل. وهذا ما أردنا أن نظهره في الفيلم من خلال اللهجات التي يتكلمها الأشخاص، وكيف يتصرفون ويتحركون.. إلخ.

في الفيلم لا نرى شخصيات إسرائيلية طيبة. فالإسرائيليون في الفيلم يعاملون الفلسطينيين بعنصرية وعنف. هل تعمدت هذا في "مفرق 48"؟
هذا وصف خاطئ للفيلم. الفيلم لا يكترث بالشخصيات الإسرائيلية. فهو يركز على شخصيات الفلسطينيين الذين هم مواطنون إسرائيليون. اليهود الإسرائيليون ليسوا مهمين في الفيلم، فهو لا يحاول أن يفهم نفسيتهم. في الحقيقة يظهر الفيلم أيضاً شخصيات فلسطينية كتاجر المخدرات العربي، الذي يقتل أعز أصدقائه، أو العائلة التي تقيد حرية ابنتها وتهددها. صناعة الأفلام في هوليوود مُتَعَوّدة أن تظهر اليهودي الإسرائيلي على أنه هو الشخص الرئيسي، الذي يعاني، حتى ولو كان شريراًـ وأنا أتكلم هنا فقط عن اليهودي الإسرائيلي في مضمون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وليس بشكل عام. الأفلام التي يصنعها غربيون ليبراليون تصور الإسرائيلي اليهودي كشخص له مشاعر، بينما يُصوَر الفلسطيني على أنه شيء ما تُسقط عليه هذه المشاعر. على العكس من ذلك، يتعامل فيلمي مع القضايا داخل المجتمع الفلسطيني على اختلافها وتنوعها. هناك نرى شخصيات تسعى إلى حياة عادية، ونرى أيضاً عصابات مخدرات، ونرى شخصية الأم الرائعة، التي كانت ماركسية، ثم أصبحت حكيمة تشفي المرضى بتلاوة آيات القرآن. في هذا الفيلم نحن ملتزمون فقط بالحقيقة، ولا نحاول أن نظهر المجتمع الفلسطيني على أنه سيء أو جيد، بل نصف الوضع كما هو.

كيف تتوقع أن يتلقى الجمهور الإسرائيلي اليهودي فيلمك؟
إذا كنت متفائلاً من هذه الناحية، فإنني أعتقد أن كثيرين سيأتون لحضور الفيلم. أعتقد أن السياسة في إسرائيل أيديولوجيّة جداً، واليمين المتطرف فاشي النزعة، ولكن أعتقد أن كثيرين من الجيل الجديد يبحثون عن شيء ما، وكثيرون منهم يحترمون تامر، حتى بعض مغني الراب اليهود المناصرين لليمين الإسرائيلي. فربما سيثير الفيلم عندهم نوعاً من الفضول ويأتون لمشاهدته وربما سيحبونه.كيف تتوقع أن يتلقى الجمهور الإسرائيلي اليهودي فيلمك؟
إذا كنت متفائلاً من هذه الناحية، فإنني أعتقد أن كثيرين سيأتون لحضور الفيلم. أعتقد أن السياسة في إسرائيل أيديولوجيّة جداً، واليمين المتطرف فاشي النزعة، ولكن أعتقد أن كثيرين من الجيل الجديد يبحثون عن شيء ما، وكثيرون منهم يحترمون تامر، حتى بعض مغني الراب اليهود المناصرين لليمين الإسرائيلي. فربما سيثير الفيلم عندهم نوعاً من الفضول ويأتون لمشاهدته وربما سيحبونه.

انت إسرائيلي يهودي، ولكن مواقفك السياسية هي ضد سياسية الحكومة الإسرائيلية. فكيف توفق بين كونك يهوديا وبين كفاحك من أجل حقوق الفلسطينيين؟اا
أنا ولدت كيهودي إسرائيلي، ويهوديتي مهمة جداً بالنسبة لي، مع أنني إنسان يحترم القيم الإنسانية العالمية. ولكنني أدركت أن الإمكانية الوحيدة لي من أجل البقاء في إسرائيل لن تتحقق إلا إذا تضامنت كلياً مع فلسطين. لن يكون لي كيان إلا عندما يصبح الفلسطينيون متساوين معي. من خلال فيلمي هذا ومن خلال هذا الشيء الجديد، أخلق إمكانية جديدة لوجودي.

نيسان ـ DW ـ نشر في 2016-02-21 الساعة 12:52

الكلمات الأكثر بحثاً