اتصل بنا
 

على بعد خطوتين من الملك

نيسان ـ نشر في 2015-05-06

x
نيسان ـ

حدث تاريخي بكل ما لكلمة تاريخي من معنى، ذلك الذي صوره التلفزيون الرسمي، وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، فأظهر البلاط الملكي وقد وقع فيه خلل، ثم يأتي الشعب ليعالجه.

الملك سلمان مشغول باستقبال ضيفه. تهبط طائرة الملك المغربي الضيف، وينزل درجات الطائرة. يلتقي العاهلان. يقبلان بعضهما البعض. لكن أثناء ذلك يقع ما ليس في الحسبان؛ رئيس المراسم الملكية يصفع على الهواء مباشرة صحافيا أراد أخذ صورة للقاء الملكي.

للصفعة معنيان، الأول؛ أن رئيس المراسم من رعاع الناس وأدناهم مرتبة ليقبل على نفسه أن (يصفع). والثاني؛ فإنه صفع ولم يكترث لكونه في حضرة ملكين أحدهما ملكه ورب عمله.

في الحقيقة، ما وقع لاحقاً كان هو الحدث التاريخي الذي أظهر أن البطانة لم تعد سميكة في حضرة شبكات التواصل الاجتماعي، التي جعلت تحفر الخطوات التي كانت بعيدة عن الملك .. حتى لم يعد من جدر لا يمكن اختراقها لإسماع الصوت الشعبي.

لم يصل الملكان الى القصر، حتى كان التويتر السعودي قد بدأ حملة تطالب بعزل رئيس المراسم السعودي، وفي المقابل لم يكد الملك المغربي يعود الى بلاطه حتى حضرت الاستجابة الملكية وأعلن- (سلمان الحزم) كما أصبح السعوديون يلقبون ملكهم- إقالة من تجرأ عليه وعلى الناس.

يبدو أن السعوديين وقد تعطلت ديمقراطيتهم حولوا تويترهم لقبة برلمان فاعلة. هذا هو زمن شبكات التواصل الاجتماعي بامتياز. وعلى من يعتقد من المسؤولين أنه أصبح اقرب من الناس الى رأس الدولة أن يفكر ألف مرة. الكل صار على بعد خطوتين فقط الملك.

نيسان ـ نشر في 2015-05-06

الكلمات الأكثر بحثاً