اتصل بنا
 

مغامرة هجوم (الخارجية السعودية) على السياسة الضريبية للأردن

نيسان ـ نشر في 2016-02-29 الساعة 11:04

x
نيسان ـ

محمد قبيلات

أدلى الأمير خالد بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود، الذي يشغل منصب سفير المملكة العربية السعودية في عمّان، بدلوه حول السياسة الضريبية في الأردن. وقال في تصريحات صحيفة: (ارتفاع الضرائب في الأردن أدى الى هجرة المستثمرين).

هذه التصريحات جاءت في إطار لقاء ودي أجرته معه صحيفة الرأي أشاد فيه السفير بمتانة العلاقات الأردنية السعودية، وقال إنها في أحسن أحوالها.

الملاحظ من خلال هذا التصريح، أن السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، تشهد تغيرا كبيرا في الطرق التي تتعامل بها مع الأحداث والوقائع الخارجية، ولعل المتتبع لتصريحات وزير الخارجية الجبير يلاحظ علو نبرته، والقطع والحدية في الأمور التي يتناولها، فنسمع منه ما يجب أن نسمعه من وزير الدفاع الذي نادرا ما تصدر عنه التصريحات.

لا يستطيع المرء، وهو يقرأ نقد سمو الأمير خالد بن فيصل للسياسة الضريبية الأردنية، إلا أن يتذكر أولئك المعارضين المحليين من الحراكيين وغيرهم للسياسات الحكومية، الذين يطالبون الحكومة بخفض الضرائب والتوقف عن الاقتراض وفي الوقت نفسه يطالبون بزيادة الرواتب. شعاران متعارضان ينسف أحدهما الأخر.

سمو الأمير يطالب خفض الضرائب بينما تتمنع الشقيقة السعودية عن تقديم الدعم الكافي لسد عجوزات الموازنة الأردنية، فما الذي يريد قوله الأمير خالد بن فيصل؟ هل يريد الحكومة الأردنية أن تتوقف عن تحصيل إيراداتها من الضرائب والرسوم في انتظار دعم ستقدمه السعودية يسد كل هذه الالتزامات التي تثقل كاهل المالية العامة الأردنية؟ أم ماذا؟

ما نود أن نقوله، أنه لا يحق لأحد أن ينكر على الأمير خالد حقه في إبداء رأيه في السياسات الداخلية الأردنية، لكن فيما يتفق ويتناسب مع الدرجة التي تتقبل فيه الشقيقة الكبرى النقد والملاحظات على سياساتها الخارجية والداخلية، وبما يتفق مع المنطق الذي يمكن فمه.

ليس من مصلحة المملكة العربية السعودية، أن تتوقف الحكومة الأردنية عن تحصيل الإيرادات من الضرائب والرسوم أسوة بكل الدول التي تبني اقتصاداتها على أسس سليمة وغير ريعية، لأننا نفترض أنه سيصبح لزاما على السعودية والدول الشقيقة النفطية الأخرى أن تقوم بسد العجز الناتج عن مثل هذا الإجراء.

طبعا ليس من مصلحة الحكومة الأردنية أن يكون دور أي سفير التحريض ضد سياساتها، ولا ينقصها في الأصل هذا التشكيك بكفاءة سياساتها خصوصا الاقتصادية، لأن في ذلك انعكاس مباشر على الأسواق والسمعة الاقتصادية عموما.

نيسان ـ نشر في 2016-02-29 الساعة 11:04

الكلمات الأكثر بحثاً