اتصل بنا
 

قل كلمتك

كاتب مصري

نيسان ـ نشر في 2016-03-01 الساعة 12:03

نيسان ـ

مهما جاءت محدودة النطاق، ينبغى أن ندعم كل محاولة لرفع الظلم عن الضحايا وجبر الضرر الواقع عليهم وعلى ذويهم. عندما يعلن عدد من الصحفيين فى مصر، بدء اعتصام مفتوح داخل نقابتهم، احتجاجا على سلب حرية زملاء لهم وعلى المعاملة غير الآدمية التى يلقاها القابعون وراء أسوار السجون وأماكن الاحتجاز، فإن الاستعلاء على هذه المحاولة إما بسبب العدد الصغير للمعتصمين أو بسبب اقتصارها على الضحايا من الصحفيين يدخل فى باب البطولات اللفظية الفارغة من المضمون والمزايدات عديمة القيمة، التى لن تنجح أبدا فى رفع الظلم وإن عن ضحية واحدة.

عندما يطرح بعض المهتمين بالشأن العام والمدافعين عن الحقوق والحريات مطالب محددة تتجه للإفراج عن المسلوبة حريتهم لأسباب سياسية، ووقف ممارسات تهديد وتعقب وقمع غير الممتثلين للحكم التى تنفذها الأجهزة الرسمية، وغل يد الأجهزة الأمنية عن منظمات المجتمع المدنى المستقلة، وتطبيق سياسات واضحة للإصلاح الأمنى، لكى يساءل ويحاسب المتورطين فى انتهاك حقوق الناس وحرياتهم؛ فإن تسفيه الطرح كما كيل الاتهامات للطارحين واغتيالهم معنويا بادعاء «رغبتهم فى التعايش مع السلطوية» جميعها أفعال لا تتجاوز أيضا حدود البطولات اللفظية والمزايدات المتهافتة.

مدعو البطولة ومحترفو المزايدة يتناسون أن تعدد محاولات رفع الظلم، مهما ضاق نطاقها، يمثل عاملا أساسيا فى تحفيز الرأى العام على إدراك حقائق المظالم والانتهاكات المتراكمة وتدريجيا الجهر برفضها ثم سحب البساط المجتمعى من تحت السلطوية الحاكمة بأجهزتها الرسمية والأمنية وإجبارها على التغيير.

هم يتناسون أيضا أن صياغة مطالب محددة مثل إطلاق سراح المسلوبة حريتهم لأسباب سياسية أو التوقف عن محاصرة منظمات المجتمع المدنى غير المسيطر عليها أمنيا أو الضغط من أجل تحسين ظروف إعاشة القابعين وراء الأسوار والذين يتوالى تدهور الحالة الصحية والنفسية للكثير منهم، أن هذه الصياغة هى السبيل الوحيد للربط فى أذهان الناس بين مطالب عادلة يستطيعون إدراكها والتعاطف معها وبين الدعوة إلى الانعتاق من السلطوية والتغيير الديمقراطى.

وليس مآل محاولات رفع الظلم محدودة النطاق أو المطالب المحددة هو عدم التطور أو الجمود كما يزعم مدعو البطولة ومحترفو المزايدة. بل على العكس من ذلك تماما، تولد مساعى التغيير الكبرى من رحم المحاولات الصغيرة وتستمد منها عافيتها. وتتصاعد المطالب المحددة ما أن تلتف حولها قطاعات شعبية مؤثرة، لتصبح قلب حركة ديمقراطية عفية تستطيع أن تخلص مصر من السلطوية الحاكمة ولا تسقط فى غياهب عدم القدرة على إدارة شئون المواطن والمجتمع والدولة.

غير أن مدعى البطولات اللفظية ومحترفى المزايدات عديمة القيمة لن يفهموا هذه الحقائق أبدا، شأنهم شأن أصحاب الرأى العازفين دوما عن تبنى مواقف صريحة والخائفين على نحو مرض من صراخ المزايدين والعاجزين عن تمثل المغزى الحقيقى لعبارة قل كلمتك.

الشروق

نيسان ـ نشر في 2016-03-01 الساعة 12:03

ـ اقرأ أيضاً ـ

كشفت دراسة حديثة أجراها أطباء من جامعة بنسلفانيا الأمريكية عن نتائج غير مسبوقة لعلاج تجريبي جديد يُدعى زيميسليسيل، طورته شركة فيرتكس للأدوية، حيث نجح في استعادة قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين لدى غالبية المشاركين المصابين بداء السكري من النوع الأول. وفي تجربة سريرية شملت 12 مريضاً تتراوح أعمارهم بين 24 و60 عاماً، تمكن عشرة منهم من الاستغناء عن العلاج بالإنسولين بعد عام من تلقيهم العلاج الجديد، بينما احتاج اثنان فقط لجرعات بسيطة. وكان جميع المشاركين يعانون من نوبات متكررة لانخفاض حاد في سكر الدم، دون القدرة على التنبؤ بها مسبقاً. العلاج مبني على استخدام الخلايا الجذعية، وهي خلايا غير متخصصة يمكن توجيهها لتصبح خلايا منتجة للإنسولين تُشبه تلك التي تتواجد في جزر البنكرياس، ويجري حقن هذه الخلايا في الجسم، حيث تتوجه إلى الكبد وتبدأ في العمل على تنظيم مستويات سكر الدم. وبرغم الفاعلية الملفتة، أوضحت الدراسة أن المرضى سيحتاجون إلى تناول مثبطات مناعية مدى الحياة، لتجنّب رفض أجسامهم للخلايا الجديدة، هذه المثبطات تجعلهم أكثر عرضة للعدوى، وتُعد أحد التحديات الرئيسية التي تواجه تعميم العلاج. وكانت معظم الآثار الجانبية التي ظهرت خلال التجارب طفيفة إلى متوسطة الشدة، وتم إدارتها طبّياً دون مضاعفات كبيرة. وتعمل فرق بحثية حالياً على تطوير نسخ معدّلة وراثياً من الخلايا الجذعية لا تتطلب مثبطات مناعة، في محاولة لتقليل المخاطر طويلة المدى. ويخضع العلاج حالياً لتجارب موسعة تشمل شرائح سكانية أكثر تنوعاً، بما في ذلك مرضى السكري من النوع الأول الذين سبق لهم الخضوع لزراعة كلى، وهم بالفعل يتلقون مثبطات مناعة، ما قد يجعلهم فئة مثالية لاختبار العلاج، وفي حال أثبتت النتائج استقرارها، تسعى شركة فِيرتكس للحصول على الموافقة التنظيمية بحلول عام 2026. ويُشار إلى أن العلاج الوحيد المعتمد حالياً في هذا المجال هو 'دونيسليسيل'، الذي يعتمد على نقل جزر بنكرياسية من متبرعين متوفين، ولكن بسبب محدودية توفر هذه الجزر، فإن اللجوء إلى الخلايا الجذعية يمثل أملاً في تأمين إمدادات لا نهائية من الخلايا السليمة. الجدير بالذكر أن داء السكري من النوع الأول يُصنّف كمرض مناعي ذاتي، حيث يهاجم الجسم خلاياه المنتجة للإنسولين في البنكرياس، ما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم، وعلى المدى البعيد، يتسبب هذا الخلل في أضرار بالغة للأعضاء الحيوية مثل القلب والكلى والأعصاب.

الكلمات الأكثر بحثاً