د. العتوم: إيران لن تتراجع عن سياسة تعقيد أزمات المنطقة
نيسان ـ نشر في 2016-03-01 الساعة 17:05
حاورته نانسي الشروف
لن تجرؤ إيران على التورط بحرب ضد أي من الدول العربية فقد اعتادت على حرب الوكالة لكنها قد تلجأ الى حرب أمنية كالاغتيالات أو اطلاق الصواريخ من خلال الأراضي اليمنية على السعودية وهكذا.
هذا ما أكده الدكتور نبيل العتوم أحد أهم خبراء الشأن الإيراني في الأردن، والذي قال في حوار مع صحيفة نيسان إن لن يطرأ أي تغيير على سياسات إيران الخارجية، بعد الانتخابات، وبذلك ستدفع طهران بعد الانتخابات الى سياسة التشدد وعدم الانفراج، وهي سياسية ستؤدي الى مزيد من انخراط إيران الدامي في تصعيد الأزمات الإقليمية.
وقال: خامنئي يرى أن نسبة المشاركة العالية في الانتخابات لقطاعات الشعب الإيراني ونتائج ما أفرزته من وصول التيار المحافظ إلى مقاعد مجلس الشورى والخبراء مجدداً، بمثابة استفتاء وتفويض على سياساته الدموية في الإقليم.
قراءتك في الانتخابات الإيرانية ؟
لقد حاول علي خامنئي مسبقاً، وقبل الانتخابات تحقيق عدد من الأهداف، كي يخدم النظام، ويضمن استقراره من بعده، ويستطيع بالتالي الحفاظ على مصالح عائلته، بحيث رفع نسبة المشاركة الانتخابية التي كانت تتسم بتدنيها قياساً على التجربة السياسية الانتخابية السابقة بهدف تبيض صورة النظام الملوثة أصلاً بخطايا الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، فكانت فكرة جمع انتخابات مجلسي الشورى والخبراء معاً، في وقت واحد لرفع نسبة المشاركة، وجعلها أكثر شرعية وذلك من خلال الإعلان عن نسبة المشاركة في العملية الانتخابية لمجلسي الشورى والخبراء التي وصلت لحوالي 60%.
ما هي تداعيات هذه الانتخابات على المنطقة ؟
نتائج هذه الانتخابات توجه رسالة واضحة إلى الخارج معناها استمرار طهران في سياسة التشدد وعدم الانفراج، وأن هذه السياسة سوف تؤدي إلى مزيد من انخراط إيران الدامي في تصعيد الأزمات الإقليمية، حيث سيعتبر خامنئي أن نسبة المشاركة العالية لقطاعات الشعب الإيراني في هذه الانتخابات، ونتائج ما أفرزته من وصول التيار المحافظ إلى مقاعد مجلس الشورى والخبراء مجدداً، هو بمثابة استفتاء وتفويض على سياساته الدموية في الإقليم.
ما هي سيناريوهات السياسة الإيرانية على المدى المنظور؟
تصفية المعارضة الإيرانية الحقيقية والمحتملة للنظام ولمؤسساته الثورية، والتي برزت من خلال منع الرموز البارزة التي كانت تتطلع إلى المشاركة في الانتخابات من الترشح حيث عارض خامنئي ترشحها، وتذرع مستشارو المرشد بضرورة الاجتماع مع خامنئي، والحصول على موافقته الضمنية، لخوض غمار الانتخابات.
اضافة الى ذلك ممارسة سياسة إعلامية غير مسبوقة لتعبئة الداخل الإيراني باتجاه الخطر والمؤامرة الخارجية، ومحاولة إيهام الرأي العام أن تيار الفتنة سوف يعود لإيران انطلاقاً من مخطط خارجي مدعوم بقوى خفيه تعمل في الخفاء، وتهدد وحدة إيران وأمنها.
التهديد بنصب المشانق "لقوى الفتنة" في عموم إيران على حد ما يصفها النظام، ودخول النخب الدينية القريبة من المرشد وبعض قيادات الحرس الثوري على خط التبشير بتنفيذ تعهداتها للدفاع عن قيم الثورة ومبادئها.
هل تعتقد أن إيران يمكن أن تتراجع عن سياستها في العراق وسوريا؟
لم تحدث هناك انفراجة في علاقات إيران الخارجية بل سوف تصعد في ملفاتها الخارجية، وبالتالي لن يطرأ أي تغيير على سياسات إيران الخارجية، على سبيل المثال برلمان الرئيس محمد خاتمي هو برلمان إصلاحي لم يستطع أحداث انفراج مع العالم الخارجي لان الملفات الأساسية في السياسة الخارجية الإيرانية هي بين مرشد الثورة أو بيت القائد.
لن تخفف إيران من تدخلاتها في مداخل الأزمات الإقليمية بل سوف تصعد خصوصا مع التدخل الروسي والهدنة الأمريكية الروسية لأن هذه الهدنة هشة لم تحقق إلا نتائج بسيطة على الأرض، إلا ضمن نطاق المساعدات الإنسانية أما استهداف التيارات المعتدلة أو الحركات المعتدلة المسلحة على الأرض فهي مستمرة كما أن سياسة إعادة انتشار الميلشيات المدعومة من إيران مستمرة هي الأخرى.
برأيك ما هي طبيعة العلاقة بين روسيا وإيران؟
علاقة مصلحة تتعلق ببعدين، البعد الأول مداخل الأزمات الإقليمية وبمقدمتها الأزمة السورية، خصوصا أن هناك تضارب في العلاقات غير ظاهر للعلن فيما يتعلق في العلاقات الروسية الإيرانية.
وفي المقابل، هنالك صراع ما بين الدولتين، حيث الرفض الروسي للتوغل الإيراني والإمعان الإيراني في الأزمة السورية، اضافة الى ان هناك شكوك إيرانية في ما يتعلق باستهداف بعض قادة الحرس الثوري الإيراني واستهداف بعض القطاعات الإيرانية.
هل يمكن أن تجرؤ إيران على التورط بإعلان حرب على أي من الدول العربية وعلى رأسها السعودية؟
من المستبعد ذلك تماما، لكن تندرج في إطار حروب الوكالة في المنطقة بمعنى ان إيران تحاول ان تصفي حساباتها مع المملكة العربية السعودية من خلال الأزمة السورية ومدخل الأزمة اليمنية.
استبعد بشكل كبير حدوث مواجهة مباشرة ما بين الدولتين خصوصا ان إيران سوف تدفع ثمن أي تهور في حال إحداث مواجهة مع المملكة العربية السعودية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بذلكن إضافة الى ان المتغيرات الإقليمية والدولية غير مواتية، لقيام إيران بشن حرب ضد المملكة العربية السعودية، لكن قد تقوم إيران باستهداف المصالح السعودية مثل السفارات، أو عمليات الاغتيال - اغتيالات دبلوماسيين – وقد تصل الى مرحلة إطلاق صواريخ من خلال الأراضي اليمنية، علما أن قائد السلاح الصاروخي الإيراني وقائد السلاح الصاروخي لحزب الله انتقلوا الى اليمن وهنالك أيضا بوابة الأزمة العراقية، واستهداف المصالح السعودية أو حتى إطلاق صواريخ من جانب جماعات موالية لإيران على أراضي المملكة العربية السعودية من جانب العراق.