اتصل بنا
 

بخصوص عملية اربد الأمنية

نيسان ـ نشر في 2016-03-02 الساعة 14:11

x
نيسان ـ

محمد قبيلات

نترحم على روح الشهيد البطل النقيب راشد الزيود مع الأمنيات لزملائه الجرحى بالشفاء العاجل، ونقف بإجلال واحترام أمام والده العميد حسين الزيود العامل في الجيش العربي، هذا الجيش الذي يشكل الضمانة الحقيقية لأمن الشعب الأردني وسلامة الدولة الأردنية.

ندرك انه لا بد أن يتطاير باتجاهنا بعض الشرر من هذا الجنون الذي يعصف بالمنطقة، لكن لا بد من مراجعة للإستراتيجيات التي تعاملت بها أجهزة الدولة المختلفة مع ملف التطرف، وأول ما يجب التوقف عنده هو المسببات الحقيقية لنشوء التطرف.

هذا الذي نواجهه اليوم هو نتاج طبيعي للسياسات الخاطئة التي طبقت على مدى عقود، سواء اقتصادية أو ثقافية أو كانت أمنية، جرى خلالها تهميش قطاعات واسعة وتركها خارج عمليات التنمية، إضافة الى سياسات تقصدت استخدام التشدد الديني في مواجهة القوى الاجتماعية المتحررة، مفسحة المجال لمنظري هذه التيارات لاعتلاء منابر المساجد والتمترس في وزارتي الأوقاف والتربية، بل وتم تجاوز ذلك بالسماح لمنظري هذه التيارات الوصول بالأفكار المتشددة الى المناهج والفصول المدرسية.

فماذا كنّا نتوقع بعد كل هذا؟

هل كان من المتوقع أن تنتج هذه السياسات مجتمعا منفتحا ومتحررا، يمارس أفراده حرياتهم الشخصية والعقدية من دون تجاوز للقوانين التي تحفظ هذه الحقوق.

ان العبث بالتنظيمات السلفية واستخدامها لعقود لا بد أن يكون له نتائج خطيرة، وليست بعيدة تلك المشاهد التي نراها في سوريا والعراق والسعودية واليمن ومصر وليبيا، هذه التشكيلات الإرهابية التي نراها اليوم كانت ولفترة طويلة تحظى برعاية رسمية، في جميع الدول العربية، وبرعاية أمريكية.

هذا الحديث مهم الآن، وتنبع أهميته من ضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، حلول تتجاوز الإجراءات الأمنية، الى بناء منظومة اجتماعية ثقافية اقتصادية شاملة، تجمع أبناء الوطن تحت سقفه الواحد، ولا تهمش أي فئة من فئاته، حتى لا نعود الى هذا المربع في المستقبل.

قد يقول قائل أن المشكلة لم تعد محلية وتخص الدولة الأردنية فقط، وهذا صحيح، لكن مواجهة الأخطار الخارجية سواء كان مصدرها دولا أو تنظيمات وتشكيلات إرهابية، يظل أهون ألف مرة من مخاطر الانقسامات الداخلية.

لا بد من مواجهة مدروسة ومحسوبة جيدا مع هذه الظاهرة، ليتم تفويت فرصة تشكل حواضن لهذه التنظيمات الإرهابية.

نيسان ـ نشر في 2016-03-02 الساعة 14:11

الكلمات الأكثر بحثاً