بطاقة لأبي الشهيد راشد !!

مساء الخير أبا راشد ، قد تكون برتبة ملازم اول او ملازم عندما أخبروك بقدوم الشهيد وقد تكون مشاركا ً بمناورة في حمرا حمد او بإختبار الكفاءة لوحدتك العسكرية او ربما تكون مشاركا ً في إحدى الدورات التأسيسية !! وذهبت لقادتك تستأذن ليوم واحد لتذهب للأهل وتطمأن على سلامة ام راشد وفي قلبك لهفة ٌ حرى لترى وجه المولود الجديد وملامحه وتقول هل يشبهك ام يشبه جده ام خاله او عمه !! وقد تكون شعرت بشئ من الحرج في ان تطلب للمغادرة لان الشرفاء وحدهم تسري في دمائهم أحاسيس الخجل والتردد عندما يستأذنون لمطلب خاص !! و

بالتأكيد مررت على سوق الزرقاء وبالجيب عشرة دنانير او اكثر قليلا ً فالشرفاء لا يملكون بطاقة الفيزا او لهم رصيد فالراتب وحده مصدر رزقهم ومعاشهم !! واشتريت ما قسمه رب العباد من حلويات أردنية بسيطة ، وذهبت جزأ ً من الطريق ماشيا ً على الأقدام فالشرفاء لا يملكون سيارات خاصة في بداية خدمتهم اشتراها الوالد ، ملامحك أبا راشد أردنية بإمتياز وحتى التماهي مع جغرافيا الوطن ومن السهل على من يقابلك ان يقول لك انت أردني من جبينك الوضاء رغم السمرة ومن وجهك الكريم حد المعاناة والصبر !! اليوم وانت تنظر لجثمان البطل يدور في مخيلتك شريط الحياة منذ مولد راشد ومنذ ان نطق كلماته الأولى ويوم ذهب للصف الاول الابتدائي وحتى إجتياز المقابلة وامتحان اللياقة أمام لجنة إختيار المرشحين !!

وعندما تخرج البطل الشهيد عرفوه من الاسم وعندما خبّروك عن التوزيع قلت مثله مثل دفعته وهو يفضّل ان يكون في الميدان فالشرفاء يختارون الوحدات العسكرية المقاتلة والتي يتواجد منتسبوها على خطوط التماس والنار وحتما ً لم تفكر ان تكلم وزير الخارجية ليعمل في احدى السفارات ولم تفكر ان يكون راشد الشهيد في رئاسة الوزراء او احدى المناطق التنموية او في سلطة أقليم العقبة فهذه ليست لمثل الشهداء!!

الان تدور مسيرة حياة راشد وكأنها لمح من بصر في ذهنك ولكن قلبك العامر بالإيمان بالمولى عز وجل وبحب الوطن يجعلانك تقول " حسبي الله ونعم الوكيل “ والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز القدير