اتصل بنا
 

التسحيج لا يبني أوطانا

نيسان ـ نشر في 2016-03-03 الساعة 12:35

x
نيسان ـ

محمد قبيلات

1 ــ فحيح

خرج رجل من المدينة إلى التلال البعيدة هاربا من الضجيج، حيث كانت المدينة تحتفل بزيارة مسؤول كبير، إذ تحلق أهلها حول سيارته مشرعين هتافاتهم وتسحيجاتهم.

كان التسحيج يتم بالـ"رتم" نفسه، بينما هوت أصواتهم إلى أدنى مربوط الدرجات الصوتية لتخرج كما فحيح مرعب.

ما كان خروجه خروجا على القانون بل كان مجرد هروب على شكل خروج من القوانين، الخارجة أصلا على العقود، فاختار دونما جهد كبير، النأي بنفسه عن الهبوط إلى مستويات الفحيح.

كان يدير ظهره للمدينة وييمّم صوب قوس الأفق البعيد، ويركز انتباهه إلى نقطة تلتقي فيها الأرض بالسماء، ممنيا النفس أنها يمكن أن تكون نقطة للارتقاء.

وعلى حين فجأة، وبينما هو منهمك في تأملاته، جاءه صوت نشاز من بين تلك الحشود، لم يفهم معنى من كلماته، لكنه أحس بحماسة تختلف عن النمط الناظم لتلك الجموع، تأمل مصغيا أن يكون ثمة تمرد، لكن سرعان ما خاب ظنه واكتشف أنه مجرد شخص يزاود على الفحيح

2- إذاعة محلية

بينما كان ابن علي يعاني الارتباك جامعا أغراضه الأخيرة من قصر الرئاسة التونسية، كحالة فرضتها عليه الجموع الغاضبة في الشوارع، والعالم كله يحبس أنفاسه منتظرا أخبار تونس.

قلت أرى ما يقول التلفزيون الرسمي التونسي. كان يبث برنامجا عن أعماق المحيطات وأنواع الأسماك.

الفضائية الأردنية نقلت في عام 2003 خبر انفجار صهريج نفط على جسر المهاجرين في عمان عن مصادر ووكالات أجنبية.

إذاعة دمشق في الثمانينيات من القرن الماضي، تنقل على الدوام أخبار الجماهير الفرحة باستقبال مسؤول حزبي كبير، وتتحدث عن الحلّة القشيبة التي زُينت بها الشوارع، وعادة ما تختم أخبارها بعبارة وودعته الجماهير بما استقبلته به من الحفاوة والاحتفال والابتهاج.

3- صحافة سوداء

ليس مصادفة أوجد الإنسان الحبر الأسود، فهو مداد لمحتوى العبارات عندما تمتهن التزييف والتزوير لتمرر التدجيل. الفكرة الناصعة، كما الجمرة تعبر عن نفسها بأزهى الألوان. ومن الجدير بالذكر أنها لا تحتاج للافتات تدلل على وجاهتها.

نيسان ـ نشر في 2016-03-03 الساعة 12:35

الكلمات الأكثر بحثاً