اتصل بنا
 

لا تقرأ هذا المقال سيسبب لك الكآبة

كاتبة أردنية

نيسان ـ نشر في 2016-03-03 الساعة 12:48

نيسان ـ

كل شيء بعالمنا العربي قائم على التناقض والتنافر، فنحن معتادون على أمور كادت أن تسير دوماً في خطها الذي لا يتغير وأن تتخذ منحناها الثابت دائماً ، لكن حين يظل الأمر محيراً لابد من أسئلة تتكاثر من دهشتنا.

كيف ..متى ..لماذا ...أين ؟ لأننا نحب الإبهام في كل شيء حتى في قضايا حتمية لا تحتاج جواب لسؤال..

فمثلاً برامج الهوات التي لاتنفك شاشات التلفاز من عرضها ألا تصدمنا؟ ألا تمطر علينا بزخ من الأسئلة،المعتنقة بعلامة تعجب؟

برنامج ذا فويس كيدز الذي أثارني جداً وصدمني ولا أدري ماذا يحصل بي حين أرى هذا الكم من الأطفال في عربنا يمتلكون أصوات راقية كبيرة تحير النفوس وتدهش الملامح لرؤيتهم ..من سيصبح هؤلاء؟ من سيتبناهم؟

ولم هم هنا اليوم وأين هم غداً؟

لا ننكر أبدا بأن هناك كنوز بيننا تعيش في دول الحرب لكنها تريد الوصول ، لكن من الذي يمسكهم ومن ينسيهم مرارة الحرب؟ هل يستحقون الوصول؟ أجل يستحقون هم يمتلكون مواهب حقيقية مبهرة، لم هؤلاء لا يظهرون إلا بالمساحة المظلمة لم لا توجد جهة خيرية محترمة تعتني وتحتفي بهم ؟!

لم لا نراهم إلا عبر شاشات الفتنة؟ هل هذا من الأهل أم أن الأهل قد استسلم لواقع المادية والإمكانات الكبيرة التي سيمنحها هؤلاء؟

لم تسير المواهب الحقيقة في طريق غريب بمجرد أن هذا الطريق قصير؟! فتضيع الشمس خلف السراب.. لم لا يوجد جهات خير توفر ما وفرته قنوات الرقي هذه.. لم إن أردنا أن نوجدهم في مساحة خير أن نطوق عليهم فلا تكون الأصوات جميلة فيهم إلا إن كانت القناة ملك لأبيهم .....! لم لا نحب إبراز الخير إلا بطرق مملة وقاتلة ومعتادة.

إن أراد دخولها يدخلها بتلفيق إما لأن أباه شخص ما أو لأن أمه الشاعرة الفلانية أو عمه المخرج ذاك فإن وجدت الموهبة يا حبذا ،وإن لا علينا أن نرضى، بينما تلك الموهب الحقيقة يدار له الكرسي شوقاً لرؤيتها !

وهذا لا يقتصر على عالم الطفولة بالإنشاد والغناء فحسب بل على كل شيء بعالمنا العربي فلاترى شاعراً يفوز بمسابقة شعرية كبيرة إلا لأنه من طرف فلان ويظل الشاعر الفحل المتمكن رهن التصويت والتصفيق.. لم لم نرى المواهب الفلسطينية بارزة إلا بأرب أيدل واكس فاتر وما شابه؟

بينما في المسابقات الملتزمة الأولوية لذو اللحى الكاذبة ؟! لم تضيع المواهب من بين يدينا لتكون سماً لا دواء وتغدو فتنة لا فن ؟!!! وأظل أتساءل متى سأصل ..متى سيتحقق الحلم

طال انتظاري ..هل سأنتظر كثيراً لأني لا أريد المشي بالطريق القصير ذاك!

نيسان ـ نشر في 2016-03-03 الساعة 12:48

الكلمات الأكثر بحثاً