اتصل بنا
 

عن الذهنية العرفية المتمترسة في الجامعة الأردنية وصناعة التطرف

نيسان ـ نشر في 2016-03-04 الساعة 14:29

x
نيسان ـ

إبراهيم قبيلات

إذا ما أصرت الجامعة الأردنية على تنفيذ سياستها (الإصلاحية) للتعليم، من خلال رفع الرسوم الدراسية في الجامعة، فإن الكتلة الكبيرة من الأردنيين ستجد نفسها مفقرة تعليمياً ومالياً، ولن تستطيع دخول "القلعة".

على رئاسة الجامعة أن تتعاطى بجدية مع قضايا باتت تؤرق الرأي العام، مثل؛ تكلفة التعليم، والظروف الصعبة للناس، خاصة لدى ذوي الدخل المحدود، إلى جانب تعزيز الجانب التربوي والتعليمي عند الطالب.

إن ترسيخ طرق النضال المطلبي للطلاب يكون بمأسسة أدوات الاعتراض، وجعلها حضارية بدلاً من قطع الإنارة على الطلاب، حينها تشكل الجامعة ومخرجاتها أدوات رقابية على (السستم)، وتدفع الطلاب إلى خيارات المجتمع المدني بدلاً عن التطرف أو حتى اختيار طرق مخفية وتحت الأرض.

في فرنسا قال الطلاب كلمتهم عام 1968، ضد القيود على الحريات والتضييق على المفكرين وأهل الأدب والسياسة بحجة الأمن وحماية الفرنسيين؛ فأطلق الطلاب ثورتهم، مستبدلين الظلم بالحرية والعدالة الاجتماعية.

نستحضر تجربة الفرنسيين لنقول للمسؤولين إن الطلاب وقود الحياة وإطارها، ولابد من حمايتهم وإشراكهم في القرارات.

بالمقابل، يخشى كثيرون من دفع سياسة رئيس الجامعة الأردنية، د. اخليف الطراونة ومن خلفه عبد الله النسور أبناءنا في القرى والمحافظات والبوادي والمخيمات إلى أحضان التطرف.

الجميع يدرك أهمية العلم والمعرفة في بناء "حصانة الوعي" للأردنيين، خاصة وأن التطرف بنسخته الداعشية لم يعد (نائماً)، لكن الخشية أن تحصر سياسة الطروانة التعليم بفئة واحدة من المجتمع من دون غيرها، فيما يترك بقية الشرائح الطالبية تواجه مصيرها مع التطرف .

بالنظر إلى الحالة الطالبية المتشكلة، منذ نحو أسبوع، في حرم الجامعة الأردنية، فإننا نشعر بشيء من الفخر إزاء استعادة الوعي الطالبي بعد أن صادرته السلطات من الجامعات، وأبقتها قلاعاً محصنة وساحات للمعارك الجهوية، ضد الفكر والوعي بحجج واهية .

اليوم، الوضع بات مختلفاً، فمن كان يعوّل على استقطابات بين الطلاب تنتهي بإفشال مشروعهم الإصلاحي الحقيقي عليه أن يستمع إلى حناجر الطلاب أمام مكتبهم جيداً؛ ليدرك من فوره أن الأدوات القديمة لم تعد مناسبة، وأن على صانع القرار الأكاديمي أن يلتقط الإشارة ويعمل للصالح العام من دون ضجيج.

في الواقع، عرّت حالة النجاح الطالبي مستوى العجز والضعف والفقر الحزبي في الساحة المحلية، باستثناء حملة "ذبحتونا" التي يقودها حزب الوحدة الشعبية، ممثلة بالناشط الدكتور فاخر دعاس.

صحيح أن مشهد الطلاب الاحتجاجي أسر الشارع الشعبي منذ انطلاقته، سيما وأن الطلاب وحدهم من واصل الرفض لرفع الرسوم الدراسية، لكن ذلك لا يكفي لتشكيل ورقة ضغط حقيقية على الجامعة.

بالعودة إلى ما يقلق الأردنيين فإن الجميع ينشعل هذه الأيام بالارهاب (صناعة ومحاربة)، وهو يعني أن سياسة الإفقار الأكاديمي للطلاب لن تجلب لمجتمعاتنا إلا الويل والثبور.

نيسان ـ نشر في 2016-03-04 الساعة 14:29

الكلمات الأكثر بحثاً