اتصل بنا
 

الظلم ظلمات.. فلا تظالموا

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2016-03-05 الساعة 11:52

نيسان ـ

حذر الإسلام تحذيرا شديدا من الظلم، وبين آثاره السلبية في الفرد والمجتمع وعواقبه الخيمة في الدنيا والآخرة

ونتائجه المدمرة للإنسان. وقد توعد الله الظالم في كثير من الآيات في كتابه الكريم، قال تعالى : " وسيعلم الذين ظلما أي منقلب ينقلبون" .. " إن الله لا يهدي القوم الظالمين".. " إنه لا يفلح الظالمون" .. " إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم".. ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار".. " وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع".

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربنا عز وجل في الحديث القدسي: " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي

وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا".. وقال عليه الصلاة وأتم التسليم وآله وصحبه أجمعين:"الظلم ظلمات يوم القيامة".

وقال: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما، فكيف أنصره إن كان ظالما،

قال صلوات الله وسلامه عليه:تحجزه أو تمنعه عن الظلم، فذلك نصره".

فيا أولياء الأمور راقبوا أبناءكم، مهما كانت أعمارهم، واسألوهم عن تصرفاتهم وعن أصحابهم وقرنائهم، فإنكم والله

مسؤولون عنهم يوم الصّاخة، وامنعوهم عن اللحاق بعصابات الكفر والضلال، حتى لا يظلمون الناس والأهل والولد.

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا ................ فالظلم آخره يُفضي إلى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه.................. يدعو عليك عين الله لم تنم

ومن أقوال الإمام الشافعي رحمه الله وأرضاه:"لبئس الزاد إلى المعاد، العدوان على العباد" فالظالم والمعين على الظلم

والمحب له سواء. واعلم أيها الظالم أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب إذ يقول الله جل جلاله: وعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين.

فيا من تظلمون الناس وتفترون على الله الكذب، وتقتلون الناس ظلما وجورا بدعاوى باطلة لا يقرها شرع ولا قانون

اعلموا أن ثلاثة لا ترد دعوتهم " الصائم حتى يفطر والإمام العادل والمظلوم" وان كان المظلوم فاجرا ففجوره على

نفسه. قال صلى الله عليه وسلم " اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا، فإنه ليس دونها حجاب" ، فهذه قضية يغفل عنها

من يتورطون وتغسل أدمغتهم من قبل عصابات الإجرام والإلحاد ويعطون صكوك دخول الجنة بغير حساب.

فهذا أشد أنواع الظلم للنفس والناس والأوطان، فهذا هلاك للناس والأوطان فتحل المصائب والخراب ويشتد البلاء.

أما والله إن الظلم شؤم .................... وما زال الظًّلوم هو الملوم

إلى ديّان يوم الدين تمضي............. وعند الله تجتمع الخصوم

ستعلم في المعاد إذا التقينا.............. غدا عند المليك من الظّلوم

وقد جاء في وصية الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن:

" اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب". وهذا سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، يوصي رجلا

من مواليه:" يا هُنيّ اضمم جناحك عن المسلمين، واتق دعوة المظلوم، فإن دعوة المظلوم مستجابة"

ولو أن الظالم الذي انشق على عصا الطاعة لأولي الأمر ومجتمعه وناسه، تأمل بقلبه وعقله في هذه النصوص والأوامر الإلهية، ونواهي سيد الخلق سيدنا رسول الله، والخلفاء الراشدين من بعده رضوان الله عليهم، لكف عن ظلمه ، ولما استجاب إلى دعوات الفتنة، ولهدأت نفسه وتوجه إلى الله، ومنع دماء المسلمين وأعراضهم.

وإذا نسي الناس، لأن من طبيعتهم النسيان، فإن الله لا ينسى، فقال في كتابه الكريم:" وترى كل أمة جاثية، كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون" ، فهؤلاء العُصاة يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، فهم يخططون لذلك

ويعاونهم أبالستهم ومناصروهم، قال تعالى:" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا

والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون".

فليحذر الذين يظلمون الناس، ويصادرون حرياتهم ويهددون أمنهم ويفترون على الكذب، من عصابات الإجرام،

"يوم يَعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا".

اللهم جنب بلدنا ومواطنينا عصابات الإرهاب وظلمهم وضلالهم. لمن ألقى السمع وهو بصير.

نيسان ـ نشر في 2016-03-05 الساعة 11:52

الكلمات الأكثر بحثاً