اتصل بنا
 

إنما الأمم الأخلاق..

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2016-03-06 الساعة 11:42

نيسان ـ

الأخلاق الحسنة امتثال لأمر الله تبارك وتعالى، وتطبيقا لسنة الهدي رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلاة الله وسلامه عليه، وقد جاءت النصوص في كتاب الله عز وجل آمر ة بالتخلق بالأخلاق الحسنة، ومنها قوله تعالى: ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها. بداية أنصح للسائقين، الخصوصي والعمومي، بأن يتقوا الله في الشارع ومستخدمي الطريق الآخرين، والله وأنت تعلم علم اليقين أن سيارتك الفارهة التي تركب وتطلق لها عنان السباق وكأنك الوحيد في الشارع، لن توصلك إلى تربتك، وستكون أول المتخلين عنك، وأنت سائق الأجرة اعلم أن رزقك مكتوب ومعلوم من الله

عز وجل فلا داعي للتسابق في جمع المال وامتثل دائما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أنكطم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا.

وقوله تبارك وتعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. وقوله: خذ العفو وامر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين.

كما نهانا تبارك وتعالى عن الأخلاق المذمومة في قوله: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الفسوق بعد الإيمان.

كان خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم القرآن، لذا فإن الالتزام بالأخلاق الحسنة وامتثال سنته عليه الصلاة وأتم التسليم في قوله: اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن.

الإنسان المسلم باطنه محله القلب الذي هو قوام شخصيته، فلا يقاس بطوله وعرضه ولونه وجماله وفقره وغناه وعشيرته وجاهه، إنما بأخلاقه وأعماله، يقول تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم. ويقول النبي الهادي: إن الله لا ينظر إلى أجسادكم

ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. وقوله صلاة الله عليه: لينهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن على الله أهون من الجُعل الذي يهدهده الخِراء بأنفه، لإن الله أذهب عنكم عُبَيّة الجاهلية وفخرها بالآباء،إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب.

الباط بين الأخلاق والعقيدة وثيق جدا، فقد ربط الباري عز وجل بين الإيمان والعمل الصالح، الذي الأخلاق الحسنة لركن أساسي من أركانه، فالإنسان من دون خلق حسن شجرة لا ظل لها ولا ثمر.

قال تعالى: أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. وقال: قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها. ما يعني تهذيب النفس ظاهرها وباطنها، فهذا أساس بناء المجتمعات المتماسكة المترابطة.

مكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية لا يستغني عنها أي مجتمع، ومتى فقدت تصارع أفراده وتناهبوا مصالحهم، وفي النهاية انهيار ودمار وتشتت وهجرات، قال تعالى: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا.

من مكارم الأخلاق، الصدق والأمانة في البيع والشراء، وحفظ الودائع، والتآخي والتعاون، والإيثار والشجاعة المتمثلة بكف يد المعتدي والغاصب لحقوق الناس والعدل والإحسان. قال تعالى: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله

وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون. فسعادة الفرد في سلوكه وأخلاقه التي يتم بها التوفيق بين حاجاته ومجتمعه.

وقد قال شوقي:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ............ فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

فيما قال أبو تمام:

إذا جاريت في خلق دنيئا............. فأنت ومن تجاريه سواء

رأيت الحر يجتنب المخازي......... ويحميه من الغدر الوفاء

وما من شدة إلا سيأتي...............لها من بعد شدتها رخاء

لقد جريت هذا الدهر حتى........ أفادتني التجارب والعَناء

إذا ما رأس أهل البيت ولّى........بدا لهم من الناس الجفاء

يعيش المرء ما استحيى بخير.......ويبقى العود ما بقي اللحاء

إذا لم تخش عاقبة الليالي.............ولم تستحي فافعل ما تشاء

لئيم الفعل من قوم كرام.............له من بينهم أبدا عُواء

لمن ألقى السمع وهو بصير.

نيسان ـ نشر في 2016-03-06 الساعة 11:42

الكلمات الأكثر بحثاً