اتصل بنا
 

الحكم على (أسر الإرهابيين) إرهاب . إنها ثقافة الجلوة العشائرية تحاكم الأبرياء

نيسان ـ نشر في 2016-03-06 الساعة 14:19

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

هل أسر الإرهابيين السبعة مجرمة؟ هل يحق لنا أن نعاقبهم بجريرة ما اقترف أحد أفرادها؟.. ما قمنا به بعد عملية اربد إننا فعلنا كل ما يلزم لتعذيب بريء، وفتح الطريق له ولأحبائه وأقاربه لينبذ المجتمع كما نبذه المجتمع. وهنا مربط الإرهاب.

أين احتضانهم؟ أين التعاطف معهم؟ أين طمأنتهم انهم بخير وبين اهلهم وذويهم؟

أسر أصابها الذعر عندما علمت بان احد إفرادها إرهابي. ثم مورس بحقها هي نفسها الإرهاب عندما جرى تسريب وثائق رسمية تشترط على أسر الإرهابيين إجراءات محددة من قبيل عدم إقامة عزاء لهم وما الى ذلك من اشتراطات.

وثائق مسربة بالاسم وأرقام الهواتف في ممارسة أدانت من لم يرتكب الفعل وحاكمته وفضحته وجعلت منه شخصا منبوذا. هل هذه من العدالة في شي؟

إنها ثقافة الجلوة العشائرية التي يذهب فيها الأبرياء بجريرة قاتل واحد، قرر أن يكون منبوذا.

لا ليس صحيحا أن هذه الأسر كان بإمكانها أن تفعل شيئا لتمنع شبابها من الوقوع في براثن الإرهاب. لو كان هذا صحيحا لأدنا جميع الأسر التي يرتكب أفرادها الجرائم.

(من كان منكم بلا خطيئة فليرمهم بحجر) .. من منا بلا أقرباء مخطئين فليرجم هذه الاسر المسكينة. هل سنحاكم بعضنا على جريمة سرقة أو قتل أو تعدي أو أي من الجرائم لان احد أفراد أسرتنا أو قريب لنا فعل شيئا؟ إننا بذلك نجادل ما لا يجادل.

لن نناقش في عدالة الشروط. فالدولة قامت بما هو مطلوب منها. وهذا حق. لكن كل هذه الإجراءات بالتأكيد ليست عقابا للإرهابيين بل لذويهم، عبر فضحهم وتحويلهم الى فئات منبوذة اجتماعيا. وهذا اقل ما يمكن وصفه بجريمة بحق هذه الأسر.

الى أين ستقود أفراد هذه الأسر تلك المشاعر المختلطة بالحقد على ابنها الذي فعل ما فعل والحزن عليه لانه اختار هذا الطريق، والغضب لتحويلهم الى زمرة من المدانين.

سنجد من يجادل ان ما جرى يهدف الى تخويف الدولة ان هذا هو مصير كل من ستسول له نفسه للوقوع في أحضان الإرهاب. لكن السؤال هل بالفعل نحن بذلك نخوّف الإرهابي وأسرته؟

كم من (ولد) أتعب والده وأسرته ولم تنفع كل الحيل والمعالجات لإعادته الى "العقل". نحن هنا نعاقب الأسرة مرتين، في الأولى عندما اختار فرد فيها الخروج عن القانون، والنهاية الدرامية التي وقعت له، وفي الثانية تحويل الأسرة الى مجرمة مدانة محكوم عليها بالعزل الاجتماعي حتى "ولد الولد".

إن الفعل الإرهابي الذي قام به ابن هذه الأسرة أو تلك ليس مبررا لإرهاب أسرته، ألا يكفيها ما تعرضت له من ذعر وخوف.

لقد فضحناهم، قمنا بكل ما يلزم لتعرية أبرياء مساكين، وقمنا بكل ما يلزم لضمان تحويل حياة أحفاد أحفادهم الى فئات منبوذة. لماذا؟

نيسان ـ نشر في 2016-03-06 الساعة 14:19

الكلمات الأكثر بحثاً