د. الشناق: موقع المملكة الجيوسياسي الاصعب جغرافيا ومواقفنا حكيمة
نيسان ـ نشر في 2016-03-06 الساعة 17:58
حاورته وأعدته للنشر صفاء ابراهيم
أكد أمين عام الحزب الوطني الدستوري الدكتور أحمد الشناق أن موقف الأردن من الأزمة السورية لم يتغير وهو في الإبقاء على سياسته الحالة على ما هي عليه من حيث التمسك بضرورة الحل السياسي للأزمة السورية.
وقال في حوار أجرته معه صحيفة نيسان أن للمملكة موقع الجيوستراتيجي اطلق عليه بالأصعب جغرافيا، فهناك حدوده الغربية مع الكيان الاسرائيلي، وفي سوريا التي تعاني من صراع داخلي لا نهاية له حدود مشتركة، إضافة الى حدوده الطويلة مع العراق. وهو ما يفرض عليه مواقف سياسية مختلفة عن باقي الدول.
وتاليا نص الحوار:
الأردن اتخذ موقف من عدم المشاركة في الحرب البرية؟
بالتأكيد هو موقف حكيم كي لا ندخل حربا قد لا تكون لها نهاية سوى بحرب كونية عالمية، خاصة وأن أهدافها حتى اللحظة ما زالت مجهولة.
من الأولى والأصح للأردن المحافظة على مواقف تخدم القضايا العربية والحرص على كيانه مستقر حتى يبقى دولة واقفة.
لا ننسى ان الأردن لم يشارك منذ 2003 في ما يسمى احتلال العراق لأنه أدرك مخاطر ذلك، وهذا ما يؤكد مواقفنا الحكيمة.
من هي برأيك المكونات التي تدفع للمشاركة بالحروب أردنيا؟ وما هي المقومات التي تراها؟
للأردن موقع الجيوستراتيجي اطلق عليه بالأصعب جغرافيا، فهناك حدوده الغربية مع الكيان الاسرائيلي، وفي سوريا التي تعاني من صراع داخلي لا نهاية له حدود مشتركة، إضافة الى حدوده الطويلة مع العراق.
وحتى تكتمل الاثافي هناك لبنان، ومصاعب الاتفاق على رئيس، ومصر وما تعانيه من أوضاع تهز كيان الدولة المصرية نفسها.
هذا يعني ان الأردن محاط بسوار كسور معصم اليد"، وما يجري حوله من أحداث وقتال دموي على الأرض، يفرض عليه موقفا مغايرا.
اعتقد أن اخطر المراحل في هذه المرحلة ليست حرب جيوش، وإنما حرب يستهدف فيها الدول عبر إسقاطها وإنهاك جيوشها.
علينا أن نفكر كيف نحمي هذا الوطن دون أن نتورط في شلالات الدم المحيطة بنا. وما يجري ضمان حمايتنا من المخططات المشبوهة. من المهم ضمان بقاء الأردن واقفا دون ان يكتوي بنيران التي تحيط بالوطن .
حديث يدور نحو تدريب الأردن العناصر سورية تحت اسم جيش سوريا الجديد لمحاربة داعش هل لديك معلومات نحو ذلك وما رأيك ان صح ؟
ميزة الأردن التي تتخذها السياسة الأردنية هي الوضوح والصراحة والعلانية، الأردن لا يعرف فوق الطاولة وتحت الطاولة.
الأردن لا يؤمن بالتعامل بلغتين الأردن يؤمن بالحل السياسي في سوريا منذ بداية 2011 للحفاظ على الدولة السورية والأرض السورية.
ولا زالت المملكة على موقفها من الحل السياسي. وأنا أؤكد أننا ليس لدينا أي أصابع بما يجري لا في سوريا أو لا العراق. وليسنا طرفا.
هذا ما يقال .. إضافة الى أن هناك اتهامات من قبل نظام السوري لجانب الأردني مستمرة؟
اعتقد أن علينا أن لا نتوقف عند التصريحات التي يجري إطلاقها في هذا الصدد فالمنطقة في حرب وأطراف هذه الحرب تحاول أن تبرر مواقفها عبر إلقاء اللوم على جهات أخرى وهذا أمر معروف.
هل تتوقع عودة العلاقات بين الأردن والنظام السوري على ما كانت علية سابقا؟
أرى ان سورية لم يحدد مستقبلها بعد، فالصراع الدائر الآن لم يحدد مستقبل سوريا، ولا زال الاختلاف قائم حول شكل الدولة السورية أو شكل النظام السوري، بالتالي سيحدد من خلاله شكل منظومة دول المشرق العربي الجديد.
إذا صار وقع توافق عربي إقليمي دولي لحل في سوريا ووافق عليه الشعب السوري في الداخل بالإبقاء على النظام السوري فالأردن لا يؤمن تاريخيا بأي عداوة، لأي نظام بغض النظر عن توجهاته فان المملكة ستحترم الإجماع.
نحن هنا نتعامل مع دول وليس أفراد وتحركات وسياسات الدول تختلف بالضرورة عن الأفراد أو حتى المنظمات، وبالتالي لا أريد ان دخل في نقاش هل الأردن يقر بنظام السوري أو لا يقر به إذا توافق السوريين ووصلوا الى حل معه. وإذا ما تم ذلك فهذا ما يثلج صدور الأردنيين جميعا بان تعود سوريا دولة قائمه.
هل تشعر بخطر من وجود حزب الله ولحرس الثوري الإيراني على حدودنا؟
حزب الله كحزب مقاوم لو بقي كما اعلن في البداية عن عقيدته السياسية مدافعا عن الجنوب اللبناني بإطار الدولة لكان الأمر مغايرا عما هي الأوضاع اليوم.
كنت أتمنى فعلا من حزب الله ان يبقى على صورته التي كان عليها بعيدا عن تبني المحاور تحت أي مسمى. وكنت أتمنى من حزب الله ان يساعد على اتخاذ رئيس لدولة اللبنانية ويكون جزء من مكون قوي في الدولة اللبنانية.
بهجت سليمان السفير السوري المطرود من الأردن طالب الأردنيين بعدم القلق من وجود حزب الله على الحدود بل القلق من إسرائيل ما رأيك؟
لا ننتظر من سفير سوري سابق ان يعلمنا ما هو الخطر الحقيقي على الأمة.