لعب ٌ بالقرب من الحيطان !
نيسان ـ نشر في 2016-03-07 الساعة 19:29
بقلم الأديب الاردني ماجد شاهين
( نعم ، لم أحقـّق كسباً ماديا ً و أكاد أن أخرج من الدنيا بــ ِ " لا خفـّين " ، لكنـّي ربحت روحي والناس َ و موقفي ) .
________
لم أكن من أهل الرياضة ، و ابتعدت ُ في مراحل حياتي العديدة عن اللعب و بخاصة " ألعاب التطويح والإطاحة " .. لم أشارك في مسابقات رمي الرمح أو الكرة المعدنيّة/ الحديديّة أو حتى رمي الحجر .. و اكتفيت من الغنيمة كلّها بأنـّني شاركت في ألعاب صغيرة في الحارة و بشكل غير دائم .
.. لم أنتصر في لعبة محددة ولم أكن في الصفوف الأولى في اللعب أو الركض أو حتى الهتاف .
الآن ، أدركت بعد زمن أنـّني لم ألعب :
قد لا أكون ركلت كرة أكثر من عشر مرات في حياتي ،
والدراجة الهوائيّة / البسكليت ، امتطيتها أقل من ساعة في طول الحياة و عرضها و هذه الستـّون دقيقة هي مجموع ما استخدمته من وقت في ركوب الدرّاجة ،
والتراب لم أكن أجرؤ على اللعب معه أو حوله ، لكي لا يتمزّق أو يتـّسخ بنطالي ،
في أكثر مراحل الحياة كنت أستخدم بنطالين على الأكثر ، ولم أحاول الاقتراب مما يتلفهما !
لم أكن أعرف التطويح ولا حتى الإطاحة ، فكرة و عملا ً .. فالورقة التالفة كنت أضمّها إلى بعضها و أركنها عند جدار أو في سطل نفايات و لم أفكـّر في ممارسة سطوة أو قوة لتطويح الورقة .
و لم أطوّح حجراً تجاه عصفور و لم أنل من العصافير شيئاً و لم أتسبب في إصابة لجنس الطير .
لا طوّحت حجراً أو عصا ، باتجاه جنس الطير أو الحيوان ولا باتجاه الإنسان !
استفدت من تجربة الجهل تلك ، و تعلّمت فعلاً آخر للإطاحة ،
عشت منذ بدايات الوعي و ما قبله ، مخلصا ً لإطاحة الشرّ و حاولت أن أجعل المعرفة بديلا ً عن الجهل والخير بديلا ً عن الشر ّ والحق بديلا ً عن الظلم والقهر ، و التنوير بديلا ً عن التخلّف و الحريّة بديلا ً عن القمع والقيد و الظلم !
لم أفلح في إطاحة الكرات واللعب و استعراض الممكنات الجسديّة ، و في الأصل لم تكن تتوافر لي تلك الممكنات ، و لكنّي سعيت إلى ركل و إزاحة الشوك عن دروب الناس .
فعلت ُ ما استطعت !
و لم أنتصر لــ ِ ظالم ٍ أو لــ ِ متجبـّر أو لــ ِ متعجرف !
و الآن ، لا حجارة تنفعني ولا عصي ّ ،
فعلت ما استطعت ُ و الآن أفعل ما يمكن فعله ،
أطرد الغث ّ
أطوّح النميمة بعيدا ً
و أراهن على أن في الحياة متـّسعا ً للحكمة .
( عن أسئلة يطرحها حولي آخرون و حكايات من السيرة ) .