اتصل بنا
 

اللامبالاة والإهمال

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2016-03-08 الساعة 13:04

نيسان ـ

اللامبالاة هي عدم ألاهتمام بأي شيء أو قضية ، وفقدان الشعور، والإحساس بما يحيط من حول الشخص الذي يتصف بهذه الصفات السلبية، وهذه ظاهرة تصيب الفرد فتفقده وعيه، حتى لا يدرك حدود مسؤوليته، تكون نتيجتها قلاقل في الأسرة، وبالتالي المجتمع بأكمله، حتى انقلبت إلى مشكلة اجتماعية ، من أسبابها سوء التربية التي يتلقاها الابن، أو انعدامها أصلا، فلا توجيه ولا نصيحة ولا حتى مراقبة لسلوكه وطباعه ولو من وراء ستار وبالخفاء، من البيت أولا والمدرسة ثانيا.

وثانيا؛ لجوء الأهل والمربين إلى الضرب والتوبيخ ، إذا ما أخطأ الابن،أو قام بعمل لا يناسب ميول الأهل والمربين، فتتجلى المقاربة والأمثال بين الأقران والأصحاب والأشقاء، تكون نتيجة ذلك انحراف الابن وعناده ثمرة قسوة الأهل والمربين، فربما تأتي ترضيته لتجنب مواجهة سلوكه وعناده بإعطائه ما يطلب من دون نقاش أو معرفة الأسباب التي أدت به إلى ما وصل إليه، وهذه أشد إيذاء من العقاب بأشكاله كلها.

ذلك ما يؤدي إلى اتساع عقدة النقص التي يشعر بها، ليلجأ إلى ارتكاب معاص أشد وطأ من الأول يرفضها المجتمع مع الأهل. ومن أسباب اللامبالاة أيضا النشأة في أسرة متفككة، ما يفقده توازنه ليسلك سلوكا غير سوي ، لعدم وجود القدوة الصالحة التي يستطيع أن يتمثلها.

ومن الأسباب أيضا وسائل التثقيف والتعلم التي لا تتطرق إلى قضايا المجتمع والمشاكل العامة، ما يجعل هذا الشاب منفصلا عن مجتمعه وأسرته، وبهذا يبتعد عن أي نشاط يقومون به ، لأنه لم يتعوده.

ومن الأسباب المهمة التي تولد اللامبالاة لدى الشاب والإهمال، خصوصا المراهقين، لأن التغيرات التي تحصل لديهم في أجسامهم تأخذ منهم حيزا واسعا من التفكير ما يمنعهم من القدرة على الاتصال مع من حولهم، عدم احترام الوالدين أحدهما الآخر، قبالة ابنهما، كأن يقلل أحدهما من أهمية عمل الطرف الآخر أو من وجوده ضمن الأسرة.

كما أن الدلال المفرط يقلب السحر على الساحر، وعدم سؤاله عن وقته أين أمضاه ومع من ضيعه، أو أين أنفق نقوده، تحت غطاء والله أنا واثق من ابني، هذا كله يؤتي ثمرة غير ناضجة وربما فاسدة. لبناء جيل واع قادر على تحمل اية مسؤولية تلقى على عاتقه، من دون النظر إلى عمره، فكثير من قادة جيوش المسلمين أيام فتوحاتهم العظيمة كانت أعمارهم أربعة عشر عاما أو خمسة عشر، جيل متفهم لما يدور من حوله، يخدم نفسه أولا وأسرته ثم مجتمعه. فعلى الآباء والأمهات ألاهتمام بأبنائهم وعدم تركهم للخادمة البعيدة أصلا عن بيئتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم. بأن يخصصوا من أوقاتهم للجلوس مع أبنائهم وإن كانوا كبارا لمعرفة ما يسرهم وما يزعجهم، والنصح لهم باللين أحينا والشدة أحينا أخرى.فيا ولي الأمر لا تكن لينا فتعصر ولا قاسيا فتعصر، وخير لأمور أوسطها، وحتى لا تندم إذا ما اقترف ابنك ذنبا أو جرما يكلفك الكثير من مالك وعلاقاتك الأسرية والاجتماعية.

عودوا أبناءكم على تحمل المسؤولية من صغر سنهم تدريجيا وراقبوهم حتى تطمئنوا إلى أنهم نفذوا ما طلب منهم من دون غمز ولمز، حتى يصبحوا رجالا صالحين يعتمد عليهم في البناء والتنمية، خاصة في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها المنطقة. ونجنبهم اللجوء إلى رفقاء السوء. لم نألقى السمع وهو بصير.

نيسان ـ نشر في 2016-03-08 الساعة 13:04

الكلمات الأكثر بحثاً