اتصل بنا
 

(تحت جسم العتمة) لريم سمير أبو مغلي

نيسان ـ نشر في 2016-03-08 الساعة 14:42

x
نيسان ـ

للأديبة ريم أبو مغلي

مزقت حواء ستارة الضباب المسدلة أمام باب المنزل ... حملتها سيارتها وهربت بها ... أخذت تدخل في شارع وتخرج من آخر، تائهة في أحياء المدينة .

اشارة مرور بلون أحمر ... توقفت السيارة ... أخذت حواء تنظر داخل اطار شباك المركبة ... فارت ذاكرتها بصور لكمات وضرب ودم...

أنار البرق السماء ، فأرعدرت و نزل المطر (في ذلك اليوم من أيام شباط ، أثبت الليل نفسه كليل شتوي فقد كان طويلا و باردا) .

أرجل المطر تضرب الشارع بشدة محولة اياه الى بحر قذفت أمواجه سيارة حواء نحو الظلام .

انقضت على حواء مجموعة من الأفكار (ربما سأقتل ... ولكنني لم أخطئ... هل يعقل أن يعيدوني الى الجحيم ؟!).

تخرج حواء من تحت جسم العتمة الى الفجر ... يمر بها الطريق بالبنايات والبيوت الى أن تصل.

.................

كانت جلسة العائلة الصباحية منعقدة، عندما قرع الجرس.

نهضت الأم مسرعة، واذا بحواء واقفة بالباب وقد ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها.

نزعت حواء نظاراتها الشمسية ... تحت عينيها دوائر زرقاء فشل المطر في غسلها؛ فشدت العيون الحائرة الى وجه حواء منتظرة الايضاح .

ارتمت حواء في حضن أمها وقلبها يضرب قضبان قفصها الصدري بحجارة نبضاته ، ثم قالت: لقد حاولت-في الفترة بين اعتداء وآخر- الأخذ بنصيحتك بالهدوء والعد للألف قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة، الا أنني وجعا بعد وجع وألما بعد ألم قررت ارتداء ثوب الشجاعة و...

في الخارج ... سيارة شرطة تصرخ بجنون قاطعة على حواء حديثها ... سقطت يدا حواء عن ظهر أمها و تمنت لو أن بامكانها تكميم فم السيارة .

أخذت حواء تسعى بين غرف المنزل... تختبر أقفال الأبواب والشبابيك بشكل هستيري، قائلة : أرجوك يا أمي لا أريد العودة الى ذلك المكان ما لم تنته فعاليات العنف فيه .

يعلو صراخ سيارة الشرطة ... يدق باب البيت بقوة ...تقف حواء عند أحد الشبابيك ... تفتحه... تلبس عينيها جفنيهما، وجيش من النمل يهدر في جسد أمها ...

نيسان ـ نشر في 2016-03-08 الساعة 14:42

الكلمات الأكثر بحثاً