اتصل بنا
 

الحوثيون في السعودية لأول مرة: إنهاء الصراع اليمني يلوح في الافق

نيسان ـ وكالات ـ نشر في 2016-03-09 الساعة 09:03

x
نيسان ـ

يلوح انهاء الصراع في اليمن في الافق، وسط تأكيد مصادر متطابقة ان مسؤولين اثنين في لجنة إدارية تابعة لجماعة انصار الله (الحوثيون) يزوران السعودية حاليا لإجراء محادثات حول إنهاء الصراع.
والزيارة هي الأولى منذ نشوب الحرب قبل عام بين الحوثيين وتحالف بقيادة السعودية.
وأضاف المسؤولان في اللجنة الثورية اليمنية التي تدير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أن الزيارة بدأت الاثنين تلبية لدعوة من مسؤولين سعوديين بعد أسبوع من المحادثات التحضيرية السرية.
وقتل ما يقرب من ستة آلاف شخص نصفهم من المدنيين جراء الصراع الدائر في اليمن وهو ما يثير مخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية أوسع نطاقا بين إيران والسعودية.
وفيما يسلط الضوء على الخلافات الإقليمية أشار مسؤول عسكري إيراني كبير أمس الثلاثاء إلى أن إيران قد ترسل مستشارين عسكريين لليمن لمساعدة الحوثيين.
وقال المسؤولان إن الوفد الحوثي في السعودية يقوده محمد عبد السلام المتحدث الرسمي الرئيسي باسم الجماعة والمستشار الكبير لزعيمها عبد الملك الحوثي.
ورأس عبد السلام في السابق وفودا للحوثيين في محادثات أجريت في عمان مهدت الطريق للمحادثات التي أجريت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا العام الماضي.
ولم يرد متحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية على طلبات للتعليق على ما قاله المسؤولان. ويقاتل التحالف منذ العام الماضي لإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السلطة.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية.
وقال المسؤولان التابعان لجماعة الحوثي إن المحادثات تجري حاليا.
وأكد دبلوماسي إقليمي يتابع الشأن اليمني أنه "كانت هناك اتصالات ومحادثات مباشرة بين السعوديين والحوثيين".
وتتزامن زيارة الحوثيين للسعودية مع هدوء واضح في القتال على الحدود السعودية اليمنية وهي من أكثر الجبهات دموية في الصراع. كما تراجعت الغارات الجوية التي يشنها التحالف على العاصمة اليمنية صنعاء.
وعلى الرغم مما تذيعه قناة المسيرة الإخبارية الحوثية عن استمرار الهجمات على ما تصفه "بعدوان القوات السعودية-الأميركية" داخل اليمن ومن بينها هجوم صاروخي أمس الاثنين فهي لم تعلن عن أي عمليات عند الحدود منذ الأول من آذار (مارس).
وقال دبلوماسي إقليمي كبير يتابع الشأن اليمني "أعرف أيضا أنه لم تقع اشتباكات جديدة أو تحركات عدائية على الحدود السعودية-اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية."
وأوردت قناة المسيرة خلال الفترة من الرابع حتى 26 شباط (فبراير) تقارير عن شن عمليات عسكرية يومية ضد مواقع وبلدات حدودية سعودية من قبل الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بما في ذلك هجمات قناصة وهجمات بقذائف المورتر وكمائن وعمليات تسلل.
ووفقا لسكان في صنعاء كانت آخر غارة جوية شنتها قوات التحالف على المدينة قبل نحو أسبوع.
وتأتي زيارة وفد جماعة انصار الله الى الرياض، بعد أشهر من اللقاءات السرية في الأردن وسلطنة عُمان.
فبعد أسبوع على توقف الغارات الجوية على صنعاء، ووقف الهجمات على الحدود السعودية، شق موكب ضخم من سيارات الدفع الرباعي طريقه من محافظة صعدة، معقل الحوثيين، إلى جنوب المملكة، حاملا معه أحد الضباط الكبار في الجيش السعودي، كان قد وقع أسيرا لدى الحوثيين. كما حمل الوفد معه ثلاثين جثة لجنود سعوديين، قُتلوا في المواجهات على الخط الحدودي، وذلك في بادرة للتعبير عن حسن نوايا الحوثيين، وجديتهم في إيقاف الحرب.
ووفق قيادات كبيرة مقربة من الحوثيين، فإن اللقاء جاء تتويجا لجلسات سرية، عقدت في مسقط وفي عمان، بين ممثلين عن الحوثيين وآخرين عن الحكومة السعودية بإشراف أوروبي، وتركزت على موضوع تأمين الحدود، مقابل وقف الغارات وقبول الحوثيين بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، والانخراط في تشكيل حكومة وحدة وطنية، تستكمل الاستفتاء على الدستور، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، بعد تعديل ما يعترض عليه الحوثيون وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال مراقبون انه "لا ينبغي الإفراط في التفاؤل بقرب انتهاء الحرب، لأن موقف حزب "تجمع الإصلاح"، الذي ينخرط مقاتلوه في الحرب إلى جانب القوات الحكومية ضد الحوثيين، ما زال غير معروف حتى الآن، وكذلك موقف حزب "المؤتمر الشعبي"، الذي يرأسه الرئيس السابق، علي عبد الله الصالح والذي تشارك قوات الجيش المؤيدة له في الحرب إلى جانب الحوثيين. لكن هذه الخطوة تمثل أهم اختراق لمصلحة عملية السلام منذ بدء القتال في نهاية آذار (مارس) من العام الماضي".
ولفت المراقبون الى ان "هذه الخطوة المفاجأة أتت متزامنة مع تسريب رسالة سرية موجهة من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، أوضح فيها أن السعودية دخلت في مفاوضات سرية مباشرة مع الحوثيين، وأنها وافقت مؤخرا على استئنافها في العاصمة الأردنية".
وتشير الرسالة، المؤرخة في منتصف شباط (فبراير) الماضي، إلى أن ولد الشيخ أحمد التقى وزير الدولة السعودي مساعد العبيان، الذي يوصف بأنه صندوق أسرار الملك سلمان، وشخصا ثانيا يدعى أبا علي، ويعتقد أنه من جهاز الاستخبارات السعودية، وأنه أبلغ الرجلين بـ"استعداد الحوثيين لاستئناف المفاوضات السرية المباشرة مع ممثلي الرياض"، وأنهما "رحبا بهذا التقدم المحرَز، وأعربا عن التزامهما المضي قدما في هذا المسار"، رغم أنهما أبديا بعض الملاحظات.
وطبقا لما تضمنته رسالة ولد الشيخ أحمد، وهي ثاني رسالة يتم تسريبها بهذا الشأن، فإن المسؤولَين السعوديين رأَيا أنه "في ضوء التقدم، التي تحرزه قوات التحالف ميدانيا باتجاه صنعاء، فإن من مصلحة الحوثيين اغتنام الفرصة، والتفاوض بحسن نية، باعتبار أنهم في موقف ضعيف ميدانيا، وأن خياراتهم بدأت تضيق". غير أنهما رفضا فكرة رفع مستوى تمثيل المملكة في هذه المفاوضات في الوقت الراهن، كما طالب بذلك المتحدث باسم "أنصار الله/الحوثيين" محمد عبد السلام، مؤكدين أن"الشخصين، اللذين مثلا الرياض في الجولة السرية السابقة، هما من نفس مستوى محمد عبد السلام".
وذكرت الرسالة أن المسؤولين السعوديين وافقا على مقترح الحوثيين بعقد المفاوضات في عمان بعد أن خيرهما الحوثيون بين الأردن والمغرب، وأن هذه المفاوضات السرية يمكن أن تعقد في غضون أسبوع، إذا ما وافقت الأطراف على ذلك.
ومنذ أكثر من شهرين، يعمل المبعوث الدولي إلى اليمن وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن على إعادة إحياء المسار السياسي، الذي توقف منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي بسبب تعارض في مطالب الجانبين الحكومي والحوثيين، وساهمت المواجهات، الدائرة على مقربة من صنعاء، في تعزيز مطالب الحل السلمي ووضع حد للقتل والدمار

نيسان ـ وكالات ـ نشر في 2016-03-09 الساعة 09:03

الكلمات الأكثر بحثاً