بالعربي ..
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-03-09 الساعة 12:18
زمان، كانوا بالعطلة الصيفية يعملوا لطلاب التوجيهي، كورسات صيفية مجانية بالمدارس، فسجلت بمادة العربي، وكان يدرسنا مدير المدرسة.
بيوم ناداني ع غرفة الإدارة،وقال: كيف بقولوا عنك خام ومش مليح، أنا شايف إنك- ما شاءالله -عليك شاطر ومجتهد، ومبسوط فيك، حكينا شوي وطلعت.
كلماته عن نشاطي كانت طبيعية بالنسبة إلي، لكن كلامه بالمجمل خلاني أثق فيه، وأغير رأيي عنه، لأني ما كنت أحبه مع أني ما عمري تعاملت معه شخصي إلا بنهفات بسيطة، مثل التأخير عن الدوام أو مشاكسات بالطابور.
وبإحدى المرات سأل سؤال لطالب، وسألني نفس السؤال، فقلت: مثل ما قال يا أستاذ. قال: ما خصك بشو قال، بدي تجاوب بلسانك،وطريقتك، وأسلوبك.
كان كلامه، وإصراره أن كل طالب يجاوب بلسانه ؛لتعليمنا أن الإنسان لازم يكون عنده شخصيته، ويحكي رأيه بطريقته.
بوقت ثاني بغير يوم، سأل سؤال لطالب وجاوب غلط، فكلنا صرنا نضحك مع أن أغلبنا مش عارفين الجواب، لكن هيك عادة مجتمعنا، دايما بنضحك حتى لو كنا أغبى من اللي بتجرأ وبجاوب أو بحكي رأيه.
فقال: أحترامكوا لبعض، أهم من الإجابة نفسها، ولأزم تتقبلوا جواب غيركوا ورأيه وفكره حتى لو غلط.
مرت ببالي أيام المدرسة وأتذكرت كلماته عن أصول الحوار،والنقاش، وغرس الثقة فينا، والدرس اللي تعلمته بتعاملي معه .أن ما نحكم ع إنسان ما بعرفه من مجرد كلام الناس عنه.
الوضع اللي بنشوفه بحياتنا اليومية، وبالفيسبوك وكافة مواقع التواصل الإجتماعي، صراع فكري مرير، ونقاشات معدومة من الأحترام.
عليك -رحمة الله -يا أستاذ ونس. لو كل مدرسة فيها ونس للطلاب، يرشدهم وينور طريقهم المليانة ظلمات، كان ما وصلنا لمرحلة سبات العقل،والفكر بالرغم من كثرة الشهادات.