اتصل بنا
 

إذاعة الجامعة الأردنية

نيسان ـ نشر في 2016-03-09 الساعة 15:04

x
نيسان ـ

محمد قبيلات

كنت اصطحب في سيارتي صديقا عربيا جاء لزيارة الأردن قبل سنوات، عندما سألني ما هذه الإذاعة الراقية التي تبث على الدوام أغاني الزمن الجميل؟

قلت له إنها إذاعة الجامعة الأردنية. فعاجلني بالسؤال الثاني – وهو مدرس جامعي- لكن على شكل تعجب: (للجامعة إذاعة؟ لماذا؟ ما هي رسالتها؟).

فقلت له: إننا في بلد لكل مؤسسة فيه إذاعة، هذا غير الإذاعات الخاصة التي "تزاود" على الإذاعات الرسمية في الولاء والانتماء، لكن المميزة بين هذه الاذاعات هي إذاعة الجامعة الأردنية، فهي إذاعة لا تبث إلا الأغاني الجميلة، فتريحنا من الأغاني المبتذلة، والبرامج الثقيلة ونشرات الأخبار.

صاحبي تقبل الفكرة على مضض، وقال بلهجته المغاربية: (الله غالب).

الآن، وبعد سنوات من ذلك الحوار، بتّ مقتنعا أن ليس من داعٍ لأن يكون للجامعة إذاعة، خصوصا إذا دخلت مارثون الإذاعات المحلية، وصارت مثلها مثل تلك الإذاعات لا تتميز بما يجدر بإذاعة الجامعة الأردنية أن تميز به.

انا استمع لإذاعة الجامعة في الصباح والمساء خلال خروجي للعمل وعودتي منه، فزادت قناعتي باستنكارات صديقي المغلفة بالدهشة، خصوصا أن إذاعة الجامعة الأردنية باتت تكثر من البرامج الحوارية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

منذ ثلاثة عشر يوما وطلاب الجامعة يقيمون اعتصامهم احتجاجا على رفع الرسوم، بينما تضع إذاعة الجامعة في أذنيها الطين والعجين، ولا يجرؤ طواقمها على تغطية فعالية الطلاب، أو الحديث عنهم.

الاعتصام الطلابي فعل حضاري، يجب على الإذاعة الجامعية أن تغطيه، وتُشعر هؤلاء المعتصمين باحترامها لفعلهم العظيم، لا أن تتجاهل وقوفهم أمام رئاسة الجامعة والمكتبة، مطالبين بحقوقهم وحقوق زملائهم.

التاريخ عندما سيتحدث عن الجامعة الأردنية في المستقبل لن يذكر إداراتها ولا المدراء القادمين إليها على أجنحة الوساطة والمحسوبية والتنفيعات، بل سيذكر الحركات الطلابية التنويرية والمطلبية.

كان الأجدر بإذاعة الجامعة الأردنية أن تدعم هذا الحراك الطلابي، وأن تكون صوتهم الذي يصدح في كل مكان بأغانيهم وأهازيجهم التي تصنع وترسخ ثقافة تقدمية تؤثر بشكل مباشر وإيجابي في صياغة الشخصية الطلابية الجامعية، فتجعل هذا الجيل مميزا بين الأجيال.

نيسان ـ نشر في 2016-03-09 الساعة 15:04

الكلمات الأكثر بحثاً