اتصل بنا
 

أيديلوجية الشطب

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-03-10 الساعة 17:48

نيسان ـ

عندما يتحالف الإعلام والأيديولوجيا، يظهر مقدم البرنامج وفق أجندته الإعلامية الأيديولوجية ليقدم ضيفه باسم التنوير لعرض خطة العمل القادمة للفكر التنويري - كما يزعمون - بشطب منهج الأمة المعتدل الذي وقف موحداً ضد التطرّف. لكن ذلك لا يعجبهم، فإنهم يفرحون بالتطرف أكثر من المتطرفين لتسويق فكرهم باسم محاربة التطرف، فيثيرون في مجتمع آمن لم يعرف يوماً مصطلح الإثنية والأقلية قضايا دخيلة على المجتمع، فكما أن التطرّف دخيل على مجتمعنا ففكرهم كذلك مخالف لفطرة المجتمع النقية.

الفرق الوحيد بين الفكريْن أن هؤلاء يروّجون لفكرهم بعبارات ظاهرها التنوير وباطنها ظلامي بِظَلاَّم علمانيتهم، لقد أعلنوها صراحة لا يمكن السكوت، أكيد ليس على الفكر الداعشي ، فالأمة كلها تحاربه وترفضه، ولكنها حرب على مناهجنا واعتدالنا وفطرتنا.

وأعجب العجب أنهم يحاربوننا باسم الحوار الديمقراطي، ويتهموننا بالإقصاء، وهم تجاوزوا الإقصاء إلى الشطب، نعم ليشطب تسعة ملايين رغم أن الداعشيين كما قال مقدم البرنامج لا يتجاوزون ثلاثة آلاف، وهم أصلاً منبوذون اجتماعياً!!

الضجة التي أثيرت حول شتم الداعية العريفي- وأنا أخالفه في كثير من طروحاته- وكذلك الدكتور زغلول- وأنا أنفي فكرة الإعجاز العلمي- هي أقل مصيبة ظهرت في البرنامج- وأنا أرفضها تماماً- ،فما قيل قبلها من الإعلان الصريح لمواجهة فطرة الأمة، وما قيل بعدها من تمجيد أعمدة دعاة العلمانية ومباركة عملهم هو الأخطر.

ولكن ما سر اختيار هاتين الشخصيتين؟ تقول سيكيولوجية فكر الشطب: إن الاختيار لم يكن عبثياً، فالحسد من التفاف الجماهير لعله السبب، أو على قاعدة اطمس الآخر حتى يلمع نجمك.

فالنتيجة :إن لم تكن تنويرياً علمانياً فأنت خارج العصر خارج المنطق خارج السياق خارج الحياة خارج الدين، نعم هكذا ينظرون إلينا ثم يقولون أننا إقصائيين، فإما أن تكون داعشياً وإما أن تكون علمانياً، هذه المعادلة التي يريدون منا أن نصل إليها، ولكن نقول لهم: فطرتنا وعقيدتنا ترفض علمانيتكم كما ترفض داعشيتهم.

نيسان ـ نشر في 2016-03-10 الساعة 17:48

الكلمات الأكثر بحثاً