أحمد أبو الغيط .. تيتي تيتي متل ما رحت جيتي

لقمان إسكندر

بحذر شديد يمسك يدها، حتى لا تقع. هي عادة اكتسبها من الأنظمة العربية التي اعتادت على الدوام أن تمسك (يد) إسرائيل كلما همّت بالسقوط.

على مهل، سينزلان الدرج بعد أن تعلن نظيرته الإسرائيلية تسيفي ليفني أنها ستتوجه بعد القاهرة في طائرة مقاتلة لتقصف أطفال غزة. يبتسم أبو الغيط. ولأنه يخشى أن لا تبرّ بكلامها سيمسك بيدها كي لا تقع من على الدرج.

هي دائما كانت تريد أن تقع. إلا أن الأنظمة العربية كانت تمنع إسرائيل من ذلك. حصل هذا دائما.

ليس مهما متى ولد. فمثله اليوم كثر. وليس مهما إن كان يغسل يديه بعد خروجه من الحمام أم لا. تلك يد ملطخة بأمور كثيرة.

يقول عنه خصومه السياسيون: إنه كان عنوانا للهزيمة العربية، فكان لا بد له أن يعود مجددا، ولأنه عدو للياسمين كان لا بد أن يعود مجددا.

أبو الغيط سقط مع إسقاط الربيع العربي لرأس النظام المصري. وعليه أن يعود مجددا ليسقط في النسخة الثانية من الربيع العربي التي سيطلق عليها حينها اسم العاصفة ربما وربما شيء آخر .. ذلك أن الكلمة الأخيرة لن تكون له وقد سقط بهدوء عام 2011.. فبعدها بسنوات قليلة سيكون عليه دفع فاتورة دم أطفال غزة. حينها سيكون لصوت سقوطه وقع قذافيّ صاخب.

إذا أردت أن تختار شخصية أمين عام الجامعة العربية ثم تحرص على أن تحمل هذه الشخصية المعنى الأكثر سوءا، ورمزية للرغبة في إقفال الباب على الربيع العربي والعودة الى الحقبة التي تعلن فيها إسرائيل الحرب على غزة من عاصمة الجامعة العربية "القاهرة"، فما عليك سوى أن تختار وزير خارجية مصر الأسبق أحمد أبو الغيط.

من الواضح أن القرار الأمريكي هو في العودة بالمشهد الى المرحلة التي أطاحت برأس الخارجية المصري، ورأس نظامه وليس النظام. آنذاك قال أبو الغيط يوم كان وزيرا للخارجية المصرية: " كلام فارغ .. مصر مش تونس" كان بذلك يرد على سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

حرص في عام 2009 على إفشال القمة العربية لوقف الحرب على غزة. واعترف انه كان السبب في إفشالها، وكيف لا! وهو من أعلنت ليفني حربها على الفلسطينيين خلال مؤتمر صحافي عقدته معه بالقاهرة.

كيف لا يفعل ذلك، وقد تربى مبكرا على (الشقيقة إسرائيل) منذ ما قبل أن يكون دبلوماسياً شاباً في الفريق الذي أجرى مفاوضات كامب ديفيد مع إسرائيل في العام 1978، ومضى فيما مضى فيه السياسيون العرب في ورش عمل تدريبية على كيف يجب أن يكون الدبلوماسي في عصر الهوان.