اتصل بنا
 

لسنا إعلاما مصريا .. شيء من العقل في الحديث عن اعتصام أبنائنا

نيسان ـ نشر في 2016-03-12 الساعة 12:03

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر
الضجة الإعلامية لعدد من المواقع الإخبارية ضد اعتصام طلبة الجامعة الأردنية يدعو إلى القلق، فآخر ما نريده أن يتحول إعلامنا إلى نسخة من الإعلام المصري.
الأردن ليس مصر، والأردنيون ليسوا كالمصريين. أقل ما يمكن أن يقال هنا: إننا لا نعاني من الأمية التي يعاني منها الشعب المصري. وعموما؛ إن سياسة التجهيل التي يرفضها الطلبة المعتصمون تريد أن نصل إلى تلك المرحلة. لكن هذا ليس موضوعنا.
بعض المواقع كتبت أنه عثر على زجاجة خمر خارج الجامعة، وفي محيط من كانوا يتضامنون مع المعتصمين في الداخل. بعض العقل رجاء.
الأمر ببساطة شديدة هو أن ما يحتج عليه الطلبة: قرار رفع رسوم برنامج الموازي بنسب تراوحت بين 30% و100%، وبرامج الدراسات العليا بنسب تراوحت بين 100% و200%.
المعتصمون لا يريدون تغيير الحكومة ولا حتى إسقاط وزير ما. بل مطلبهم لم يرتفع بعد بالحديث عن سحب ثقتهم برئاسة الجامعة، الذي يكنون لها الكثير من الود تاريخيا. فقط الحديث عن الرسوم ومحاولة حماية جيوب آبائهم.
نعتقد أن المزاودين المتزلفين للحكومة في بعض وسائل الإعلام لم يحركهم هاتف ولا أمر، وأن الحكومة بعيدة عن الاتهامات السخيفة التي تكال للمعتصمين. ولأننا نظن (العقل) بالدولة وأجهزتها فإننا نحث الحكومة على الطلب من تلك الوسائل الإعلامية بالكف عن عبثها، فمن الخطر أردنيا أن نتحول إلى حالة ولو قريبة من الإعلام المصري.
مجددا، الأردني ليس كالمواطن المصري، ومن الصعب أن تمر اتهامات ساذجة على الناس هنا. (لا) التي يقولها المعتصمون ليست خطرا على الدولة، ولا هي حالة معارضة، تدعو لقلق الحكومة، بل إن ما يفترض أن يدعو للقلق تعنت رئاسة الجامعة، بأن تقفز مطالب الاعتصام خارج أسوار الجامعة، خاصة ان هناك مناخا يسهل معه نقل الشق المطلبي الطالبي الى الشق السياسي والاقتصادي.
اللافت هنا خشية أحزاب المعارضة الحقيقية من الاقتراب من (الاعتصام)، سواء الإخوان أو حتى اليسار وتحديدا حزب الوحدة، خشية تحويلها رسميا لشماعة. وهم على حق.

تواطؤ

أمس ظهرت علامات تواطؤ الحكومة مع إدارة الجامعة الأردنية عندما منع رجال الأمن صلاة الجمعة قرب البوابة الرئيسية للجامعة الأردنية.
يفترض أن الاعتصام خاص (بالأردنية) وطلبتها فقط، من دون تدخل (الخارج) به، علما ان تضامن ذوي الطلبة معهم بأسلوب حضاري، أمر محق وطبيعي. لكن المضحك هو في أن رئاسة الجامعة هي من اتهم المعتصمين بالأجندات الخارجية، وفق منطق؛ رمتني بدائها وانسلت.

نيسان ـ نشر في 2016-03-12 الساعة 12:03

الكلمات الأكثر بحثاً