اتصل بنا
 

العنف الأسري

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2016-03-12 الساعة 12:53

نيسان ـ

العنف الأسري من أشد أنواع العنف، بدأت آثاره تظهر على السطح، وفي الأسر والمجتمع الأردني بشكل واضح وجلي، ما حدا إلى تشكيل واستحداث إدارة انبثقت من وزارة الداخلية سميت بإدارة حماية الأسرة، عام 1997 .

لمراقبة الإساءات التي تحدث ضد المرأة والطفل، من قبل ولي الأمر الأب أو الأخ أو العم أو الخال، وتعرف الإساءات بعدة أشكال، كالضرب المفضي إلى عاهة جسدية ، أو مشاكل نفسانية يعاني منها الشخص المعنًّف، وإما بالشتم والتحقير والتقليل من قيمة الشخص المعنًّف ما يولد لديه ردة فعل تكون عاقبتها وخيمة ، إما بمعاقرة المخدرات أو أي شكل من أشكال المحرمات دينا أو المنافية لعرف وعادات وتقاليد المجتمع الأردني الذي تربى على الفضيلة وحسن الخلق والقيم النبيلة.

ولقد ولد وعرف العنف الأسري مع الإنسان منذ ا، قتل قابيل أخيه هابيل، وحين عنّف قوم سيدتنا مريم العذراء عليها وابنها السلام، واتهامها بأن جاءت شيئا فريا، وكان ضرب المرأة يعتبر ممارسة صحيحة للإثبات سلطة الزوج.

وفي القرن الثامن عشر جاءت القوانين مؤيدة لضرب النساء في الولايات الأمريكية والمملكة المتحدة، ثم حصلت في القرن الذي تلاه تغييرات لدى الرأي العام عندهم بتجريم الاعتداء على المرأة وتعارض ادعاء الزوج بحقه بضرب زوجته، وقد تشكل لهذه الغاية في بريطانيا ما سمي باتحاد مساعدة النساء لتوفير الدعم العملي والمعنوي لمن تواجه العنف الأسري.

للعنف الأسري أسباب نفسانية متعلقة بشخصية الشخص المعنِّف وخصائصه العقلية، بعدم السيطرة على انفعالاته وعدم احترام الذات الإنسانية والغضب السريع ، وفقدانه لميزة الحلم، هذا يقود هؤلاء إلى أن يصبحوا أناسا أكثر عنفا وأشد عدوانية، للسيطرة على ضحاياهم، بالإذلال والعزل عن باقي أفراد الأسرة والمجتمع، وبالتالي حرمانهم من حياة حرة كريمة.

وحرمان المعنّف من النوم أو أية رعاية طبية، ومنعه من القيام بأية وظائف حياتية أخرى. ثم هناك أسباب اجتماعية تتعلق بكينونة الأسرة والتعليم والتعلم وتنشئة الأطفال الممارس ضده العنف ما يجعلهم أكثر نزعة لممارسة العنف الذي مورس عليهم ضد الآخرين.

وقد وردت أحاديث كثيرة في تكريم المرأة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم لنسائهم) وقال: ( إنما النساء شقائق الرجال) وأيضا: ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم).

وقال تبارك وتعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وقال تعالى: ( إنه خلق الزوجين الذكر والأنثى). وقال:( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجلا كثرا ونساء).

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).

واننا لنجد في هذه الأيام صعوبة بالغة في تقويم العنف الأسري لحساسية الناس وتخوفهم من ألسنة الآخرين، وعدم الابلاغ عن حالات العنف التي تقع وربما إنكارها إذا ما ظهرت. فنحن بحاجة ماسة إلى تقوية وسائل الوعظ والإرشاد بهذه القضايا المخالفة للدين أولا ولأعرافنا وأخلاقنا، وإيجاد الاستشارات النفسانية، ووجوب نزع الولاية أو الوصاية القانونية ممن يعتدي على نسائه أو أطفاله، وتوفير الأماكن الآمنة لهم. وتجريم المعتدي بأشد العقوبات التي تردع الآخرين، وتمنع الاعتداء بأي وجه على النساء والأطفال وكبار السن. لمن ألقى السمع وهو بصير.

نيسان ـ نشر في 2016-03-12 الساعة 12:53

الكلمات الأكثر بحثاً