إنَّه زمان الريب ... ولكنْ .. قصيدة للشاعر شريف قاسم
نيسان ـ شريف قاسم sharef-2005@maktoob.com ـ نشر في 2016-03-12 الساعة 13:28
هــي أُمَّـتي بـين الـورى وفـخاري ... ونــشـيـدُ عــمــري الــثَّـائـرِ الــخـطَّـارِ
هــي أُمَّـتـي الـثـكلى بـعـصرِ تـآمُـرٍ ... لــلـظـالـمـيـن الــــنَّـــاسَ والــكــفَّــارِ
آذى تَـفَـجُـعُها فـــؤادي فــالأسـى ... وخــــزاتُـــه مــشــبـوبـةٌ مــــــن نــــــارِ
وتــكــادُ تـرديـنـي مـصـائـبُ أهـلِـهـا ... وتــردُنــي كـالـمـيْتِ فـــي أطــمـاري
لـــكـــنَّــه الإيــــمــــانُ باللهِ الــــــــذي ... بــرأَ الـوجـودَ ، فـلـيس فـيـه نُـمـاري
قــــد قَــــدَّرَ الأقــــدارَ جــــلَّ جــلالُــه ... فـالـخـيرُ كـــلُّ الـخـيـرِ فـــي الأقــدارِ
يـــرعـــاكِ ربُّـــــكِ أمَّـــتــي لاتــحــزنـي ... ســـيـــردُّ عـــنـــكِ ضـــــراوةَ الــفُــجَّـارِ
بـوركتِ بـالإسلامُ لـن يـفنى الهدى ... ولأنــــتِ طــــولَ الــدهـرِ خــيـرُ مــنـارِ
بـوركـتِ فــي غـدِنـا ، وبــورك مـوئلٌ ... قـــامــت دعــائــمُـه عـــلــى الإيـــثــارِ
بــربـوعِـكِ الـخـضـرِ الـجـمـيلةِ بـسـمـةٌ ... رغـــمَ الـمـصـائبِ بـسـمـةُ اسـتـبشارِ
وهـــي الــقـراءةُ لـلـرجاءِ ولــم نــزل ... نــحــن الأُبـــاة نــمـجُّ طــعـمَ الــعـارِ
فــاهـنـأ بــــه يــاجـيـلَ جــنـدِ مُـحَـمَّـدٍ ... لــــم يُــبـقِ مـــن هـــمٍّ ولا أكـــدارِ
أهـلـوكَ يـاجـيلا صـحـا أهــلُ الـعـلى ... فــاعـلـمْ فــمــا لـلـمـجدِ مـــن إنــكـارِ
بــيـن الـبـرايـا ذكــرُهـم لـــم يـنـصرم ... عــمَّــا لــهــم مــــن رِفــعــةٍ وجِــــوارِ
مــنــهـم إلـــيــك رســـالــةٌ فــيَّــاضـةٌ ... غـــنَّــتْ بـــهــنَّ ســـواجــعُ الأســحــارِ
أمَّـــا أنــا فـلـديَّ مــن شـعـري لـكـم ... مـافـي الـسَّـحابِ الـمـغدقِ الـمـدرارِ
فـيـضـانُ صـــدرٍ قـــد كـوتْـهُ فـواجـعٌ ... ورمـــتْــهُ ظــلــمًـا مُـــديــةُ الــجــزَّارِ
لــكـنَّـه إيــمــان قـلـبـي بـالـكـريمِ ... ... ... يـعـيـنُني ، ويـفـكُّ قـيـدَ إســاري
لاالمخبأُ الممدودُ في جوف الدجى ... داري ، ولا الــصَّـمـتُ الـمـريـبُ بـــدارِ
*
الليلُ في الوادي سجى فاستَيْقِظَنْ ... وانــهــضْ حَـبَـتْـكَ مـطـالـعُ اسـتـبـشارِ
لــم يـطـمس الـعبثُ الـبغيضُ بـعصفِه ... زهـــــــراتِ مـــرتَــبَــعٍ بـــــــإذن الـــبـــاري
وجــــلالُ قــافـلـةِ الــوفـا لـــم تـرتـحـلْ ... عـــنــه الـــوضــاءةُ رغـــــمَ لــفــحِ الــنَّــارِ
باللهِ رُدُّوهــــــــــا عـــــلـــــيَّ فـــإنَّـــهـــا ... أبـــهــى لــيــالـي الــعــمـرٍ يــاسُّــمَّـارِي
فــلـقـد ذكـــرْتُ بــهـا أمــاسـيَّ الــتـي ... أحـــيـــتْ مــبــاسـمَ بــهــجـةِ الأقـــمــارِ
وتــولَّـعـتْ روحــــي بـمـغـنـى بــوحِـهـا ... بــيــدِ الــهـنـاءةِ فـــي رحــيـبِ ديـــاري
ألــقـتْ رؤايَ عــلـى ســحـابِ فـتـونِـها ... وتــقـاطـرتْ بــيــنَ الــضـيـاءِ الــجــاري
لـــم تــغـفُ عـيـنـاي الـلـتـان اسـتـوحتا ... ســـرَّ الـمـنى فــي مـوئـلِ اسـتـغفاري
وجــمـعْـتُ أمــــري وافــتـرارَ بـصـيـرتي ... فـــي هـــدأةِ الأحــنـاءِ فـــي الأسـحـارِ
فـعـلـمـتُ أنَّ الــعـمـرَ لــيـس بـمـنـقضٍ ... إلا بـــحـــقــلِ ربــيــعِــهـا الــمــعــطـارِ
فــسـجـدتُ لـلـرحـمـنِ فــــي مـحـرابِـها ... وكــــــفــــــرْتُ بـــالـــطـــاغـــوتِ والأوزارِ
ونـبـذْتُ مـافـي زيـفِهم مـن بـعدِ مـا ... أوحــــــتْ إلــــــيَّ بـــأصـــدقِ الأشـــعــارِ
ووقـفـتُ أصــدحُ فـي مـنازلها ضـحىً ... حــــيـــن اجـــتــمــاعِ بــقــيَّــةِ الأطـــيـــارِ
فـتـبـعـثـرتْ كـــــلُّ الأنــاشــيـدِ الـــتــي ... نــســجــتْ مــعـانـيـهـا يــــــدُ الأشـــــرارِ
لــم يـبـقَ رغــمَ تـزاحـمِ الأضــدادِ فــي ... عــرصــاتِــهـا إلا نـــشــيــدي الـــضَّـــاري
يـدعـو إلــى الإســلامِ مَـن لـم يـؤمنوا ... ويُــنـيـلُـهـم مــــــن أكـــــرمِ الأســـفــارِ
* *
مـاسـت بـنـورِ عـقـيدتي روحــي فـلـم ... تـحـفلْ بـمـا فــي الــدربِ مــن أخـطـارِ
وتــألــقـتْ زهـــــوًا يـــجــولُ بـأضـلـعـي ... فــأنــا الــمـحـبُّ لـشـرعـتـي والــشَّـاري
عـــفـــتُ الــحــيـاةَ زخـــارفًــا ولـــذائــذًا ... فـلـهـا أعــيـشُ ومـــا بــهـا مـــن عــارِ
أوقـــــدْتُ مـصـبـاحـي عــلــى آيــاتِـهـا ... وســـعــيــتُ جــــوَّابًـــا مــــــع الأنــــــوارِ
اللهُ ربـــــــي ، والــكــتــابُ ذخــيــرتــي ... وهُــــدَى الـنـبـيِّ مـحـجـتي وفــخـاري
والـكـعـبـةُ الــغــرَّاءُ قــبـلـةُ وِجــهـتـي ... ومــطـافُ تـوحـيـدي ، وحــجـرُ مـنـاري
تعسَ الطغاةُ ، ومَن رأوا غيرَ الهدى ... والـــعـــابــثــون بـــــأقــــدسِ الآثـــــــــارِ
الـتـائـهـون بــتـيـهِ فـلـسـفةِ الــهـوى ... والــمــكــتــوون بـــنــارِهــا والـــــــواري
آمـــنــتُ بـــالإســلامِ يُــحــيـي مــجــدَنـا ... بـــســحــابِــه الــمــتــدفــقِ الــــمــــدرارِ
يـمحو أسـى الـثَّاوين فـي حـسراتِهم ... ويـــزيـــلُ عــنــهــم وطـــــأةَ الأكـــــدارِ
أفـــيـــاؤُه آنـــســـتُ فــيــهــا عـــزَّتــي ... والأُنــسَ فــي لـيـلٍ سـجـى ونـهـاري
أمـضـيْـتُ فـــي جـنَّـاتِـه عـهـدَ الـصِّـبا ... يــابــؤسَ مَــــن عــاشــوا بــغـيـرِ ثــمــارِ
مــازلــتُ أنــهــلُ مـــن مـعـيـنِ فــراتِـه ... وتــهــيـمُ حـــــولَ ضــفـافِـه قــيـثـاري
لــــم يـكـتـرثْ قـلـبـي بـأحـقـادِ الــعـدا ... وبــكـيـدِ مــاحـاكـوه فــــي الأوكـــارِ
يـامـوطـنَ الأشـــواقِ أقـصـانـا الــنَّـوى ... وطـــــوتْ مـطـامـحَـنـا يـــــدُ الإعـــســارِ
لـكـنَّـني أرخــصـتُ روحـــي ، لــم تــزل ... تـفـدي الـحـنيفَ الـروحُ فـي الـمضمارِ
مــاضــرَّنـي عــســفٌ تــوهَّــجَ بــــالإذى ... أو نـــالَ مـــن عــزمـي لـظـاهُ الـنَّـاري
أو ردَّنـــــي فــقــرٌ فــكــان غِــنــايَ إذ ... مــــا اخــتــرتُ إلا مــــن ســنــاه إزاري
فــأنــا الـغـنـيُّ بـمـصـحفي وقـنـاعـتي ... وحــــمــــايـــةِ الــــرحــــمـــنِ لـــــلأبـــــرارِ
وأنـــا الــذي لــم تـثْـنِه الـمـأساةُ عــن ... أمــــلـــي الــكــبــيـرِ بــــقـــادرٍ قـــهَّـــارِ
عــصـفـتْ بــصــدري هـاهـنـا أكــدارُهـا ... فـطـوتْ مُـنـى لـيـلي ، وحُـلـوَ نـهاري
وكـــوتْ أضـالـعي الـتـي قــد مـسَّـها ... جـــمــرُ الــمــصـابِ ووقــــدةُ الإعــصــارِ
مـنـهـا أُعـانـي مــا ألــمَّ مــن الأســى ... ومـــــــن الأذاةِ وســيــفِــهـا الـــبــتَّــارِ
أثـــقـــالُ دنـــيــايَ اســـتــوت آثـــارُهــا ... هـــمًّــأ ، فـــيــا لــلــهـمِّ فــــي الآثــــارِ
دنـــيــا تــفــورُ بــهــا الــنَّــوازلُ بــكــرةً ... وعـــــشـــــيَّــــةً يـــــــاصـــــــاحِ ذات أُوارِ
وأظـــــــلُّ أنــتــظــرُ الــصــبــاحَ لــعــلــه ... يــأتـي بــمـا فـــي الـفـتحِ مــن أوطــارِ
وأرى الـــحــيــاةَ جــمــيـلـةً مــالاكــهــا ... حــــزنٌ يـفـيـضُ مـــع الأســـى الـــدوَّارِ
وأرى شـــكــاوايَ الـثـقـيـلـةَ تــنـجـلـي ... كــالـغـيـثِ يــجـلـو وحــشــةَ الإعــســارِ
وأعـــانــقُ الأفـــــراحَ حــيــثُ ريــاضُـهـا ... جـــيَّــاشــةٌ بــبــديــعِ صـــنـــعِ الـــبـــاري
وأردُّ مـــاوارتْــهُ مـــــن زمـــــنِ الــصِّــبـا ... هــــــذي الــلـيـالـي إنـــهــنَّ ضـــــواري
تــلــك الـعـهـودُ الـبـاسـماتُ بــمـا لــنـا ... مـــــــن طـــيـــبِ آدابٍ ومــــــن إيـــثـــارِ
أبــكــي عـلـيـها كــيـف مـــرَّت مـثـلـما ... مـــــرَّ تْ طــيــوفُ الأُنــــسِ بــالأبـصـارِ
فـيـهـا الـتـفـاؤلُ والـهـنـاءةُ والــرضـا ... والأمـــــنُ ، يــحــلـو الأمـــــنُ لــلأعـمـارِ
هـــي جــنَّـةُ الـدنـيـا الـتـي مـاسـامها ... عـــســفُ الأذى ، وتــســلُّـطُ الــفـجَّـارِ
هـي شـيَّعتْ أمـسي الـجميلَ وأدبرتْ ... لـــــم تــحـتـفـل بــتـضـرُّعـي وجـــــواري
ورمـــتْ بـــه لـــم تـسـتمعْ لـشـكايتي ... أو تـــلــتــفــتْ لــلــمــدمــعِ الــــمــــدرارِ
فــأنـا هــنـا مُــرمَـىً بـقـاحـلِ بـسـبـسٍ ... مــافــيــه مــــــن ظــــــلٍّ ولا أشـــجـــارِ
أحـــيـــا أنـــاجـــزُ حـــســـرةً ، وكــأنَّــهـا ... صــيــغـتْ مـــــن الأنـــيــابِ والأظـــفــارِ
لـكـنَّـنـي مــازلـتُ لـــم أحــجـم ، فــقـد ... شـــــدَّ الــيـقـيـنُ بــخـالـقـي إصـــــراري
أهـفـو إلــى الـرحـماتِ فــي أكـنـافِها ... ألـــفــيــتُ راحــــــةَ قــلــبــيَ الـــفـــوَّارِ
تُـطـوى مـكـابدتي ، وتـرحـلُ حـسرتي ... وتـــــروقُ بـــعــد شــجـونِـهـا أخــبــاري
وبـأحـرفـي الــحـرَّى سـكـبـتُ تـوجـعـي ... وخــتـمـتُ بــيــنَ سـعـيـرِهـا أســفــاري
فـالـشـعـرُ يــحـمـل دعــوتـي وبـيـانَـها ... مــــــن غـــيـــرِ طــلــسـمـةٍ ولا إنـــكـــارِ
والـشـعـر مـخـضـلًّ بــمـا فـــي نـفـحِه ... مــــن صــــدقِ بــــثِّ إبــائــه الـمـعـطـارِ
أنــقـى مــن الأرجِ الـطـهورِ ومــا بــه ... ريـــــبٌ يُــمـيـتُ الــحــقَّ فــــي مــزمــارِ
عـــربــيَّــةٌ ألـــفــاظُــه مـــــــا دُنِّــــســـتْ ... بـــســـفــاهــةٍ غــــربـــيـــةِ الأفـــــكـــــارِ
الــعــنـفُـوانُ يـــضـــجُّ فــــــي أوزانِــــــه ... عــــذب الأداءِ عــلــى لــســانِ الــقـاري
أعـتى عـلى مَـن أدلجوا خلفَ الهوى ... فـــــــي الــــغـــيِّ والإنــــكـــارِ والأوزارِ
والـشعرُ يـحملُ مـا بـقلبي مـن أسـىً ... لــمــآلِ قــومــي فــــي يــــدِ الأشــــرارِ
ويـــثــيــرُنــي فـــــــــرحٌ لآمــــــــالٍ أرى ... ومــضـاتِـهـا مـــــن غـــيــرِ مــــا إنــكــارِ
وأعـــيــشُ وعـــــدَ اللهِ فــــي قــرآنِــه ... رغــــمَ الــكــروبِ ومــؤلــمِ الأخــبــارِ
نــسـعـى بـدعـوتـنـا ، نــعـيـدُ فـخـارَهـا ... أنـــعــم بــهــا مــــن عــــودةٍ و فــخــارِ
لـتـعيشَ فــي الـخـيرِ الـشـعوبُ وإنَّـما ... فــــــي غــيــرِهـا نُـــــذُرٌ عـــــوتْ بــتــبـارِ
وَلْـتَـرْحـل الـمـلـلُ الــتـي خــابـت فــلـم ... تــنــقــذْ بــنــيـهـا مــــــن أذىً وعـــثــارِ
فــي شـرعنا الـتكريمُ أغـنى مَـن أتـوا ... لــــتــــآلـــفٍ وتـــــواصـــــلٍ وجِــــــــــوارِ
وحــديـثُ إلــهـامٍ إلـــى قـلـبـي هــفـا ... يـسـقي الـجوى مـن فـيضِ بِـرِّ الـباري
مــا اعـتلَّ قـلبي مـن لـظى هـمٍّ عـدا ... إلا وجـــــدتُ مـــــن الـــرجــاءِ الـــجــاري
لــــمَّــــا تــعــقـبـنـي الأذى دافـــعْــتُــه ... بــيــقـيـنِ قــلــبـي الــمـصـلـتِِ الــبــتَّـارِ
لـــم تـنـهـزم نـفـسـي الأبــيَّـةُ عـنـدما ... عـصـفـتْ ريـــاحُ الـظـلـمِ حــول ديــاري
خـابَ الـزنيمُ ومَـن رمـى دينَ الهدى ... بـــالـــلـــؤمِ والأنـــــيــــابِ والأظــــفــــارِ
يــطـوي الـفـنـا تــلـك الـوجـوهَ تـجـرأتْ ... لـــــم تـــخــشَ قـــــدرةَ خـــالــقٍ جــبَّــارِ
اللهُ أنــــــــزل شــــرعـــةً تـــبــقــى وإن ... جــــــارَ الــطــغــاةُ بــلـيـلـهـم ونـــهــارِ
هــــي دعـــوةٌ جـــاءَ الـنَّـبِـيُّ بـخـيـرِها ... لـلـنَّـاسِ كـــلِّ الــنَّـاسِ فـــي الأمـصـارِ
أمَّــــا الــجـنـاةُ فــزادُهــم إثـــم غـــوى ... جـــــــاءت إلـــيـــه عــصــابــةُ الأشــــــرارِ
عــاشـوا بـغـطرسةٍ ، فـمـرَّغَ وجـهَـهم ... مـــافــي الـتَّـكـبـرِ مــــن خــبــالٍ ســــارِ
واللهُ لايُــــؤتــــي هُـــــــداهُ لـــغــافــلٍ ... أو مــــجـــحـــفٍ مـــتـــلــكــئٍ غـــــــــدَّارِ
أزرى بــأُمَّــتــنــا خــــضــــوعُ رجـــالِــهــا ... لـلـظـالـمـين أولـــــي هــــوىً وشــنــارِ
مــاهـبَّ مـنـهـم مَـــن يــقـولُ لـمـجرمٍ ... يــكــفــيــك إجــــرامًــــا بـــــــلا إنــــكـــارِ
حـكموا بغيرِ الحقِّ فاستشرى الهوى ... و وَنَــــــتْ لـخـسـتـهـم يـــــدُ الأخـــيــارِ
والــحـكـمُ إذ ألــقــى عــصــاه لـمـفـتـرٍ ... ســــادتْ ... فـبـئـس عـصـابـةُ الأغـــرارِ
حـزنـي عـلـى قـومـي وسـمعةِ أُمَّـتي ... وعـــلــى مـــصــابِ مــكـانِـهـا بِــصَــغَـارِ
كــانـت لــهـا الـدنـيـا تــديـنُ وصـوتُـها ... أعــــلـــى ، وذاتُ مـــكــانــةٍ و نِــــجـــارِ
حـتى أتـى الـسُّفهاءُ فـي طـغيانِهم ... فـــاســـودَّ وجــــــهُ بــهـائِـهـا بِــشَــنـارِ
فـتـضـاءلتْ دفـقـاتُ مـجـدٍ ، وانـطـوتْ ... صـــفــحــاتُ فــــخـــرٍ كُــفِّــنَــتْ بـــخُـــوارِ
واسـتـأسدتْ جـرذانُـهم واقـتـيدَ مَــن ... هــــم أهــــلُ أكــــرمِ تـلـكُـمُ الأوطـــارِ
الــصَّـالـحـون الــصِّـيـدُ ربَّــتْـهُـم عــلــى ... قـــيــمِ الـــوفــا : قــدسـيَّـةُ الأســفــارِ
فـاقـرأ مـزايـاهم عـلـى صُـحفِ الـنَّدى ... مـسـتـمتعًا بـالـوصـفِ فـــي الأسـطـارِ
أيُـغَـلُّ أهــلُ الـحقِّ فـي سـوقِ الأذى ... ويـصـولُ أهــلُ الـبغيِ فـي إيـسار !!!
هـــذا زمـــانُ الــريـبِ ، فـاصـبرْ مـؤمـنًا ... لــلــخـطـبِ يــــــاذا الـمُـبـتَـلَـى بـــإســارِ
لابــــدَّ أن يــــرثَ الــخـلاصُ ، ويـومـهـا ... لابــــــــدَّ لـــلإصــبــاحِ مـــــــن إســــفـــارِ
ويــــزولَ لــيــلُ الــكــربِ عــــن آفـاقِـنـا ... فـــــتــــروقَ لـــلـــمـــزوارِ والـــسُّـــمَّـــارِ
ويـطـيـبَ عــيـشُ الــعـزِّ فـــي رَبَـوَاتِـنـا ... ويــــعـــودَ أهـــــــلُ الــــبِـــرِّ لــلـتَّـسـيـارِ
تـعـسَ الـطغاةُ ، ومَـن تـولَّى أمـرَهم ... أو شــــــدَّ قــــــدرةَ لــؤمِــهـم بـــقــرارِ
هـــانــوا وعـــنــدَ اللهِ مـــوئــلُ أَوبـــــةٍ ... لـلـظـالـمـين ، ومـــوعــدٌ فـــــي الــنَّــارِ
الــوصـفُ يـعـجـزُ أن يــلـمَّ بــمـا لـهـم ... مــــــــن كــــربـــةٍ وَتَـــفَــجُّــعٍ و مـــــــرارِ
وهـــو الــعـذابُ ولــسـتَ تـقـرأُ هـولَـه ... فــــي قــــولِ أهــــلِ بــلاغــةٍ و حـــوارِ
فـلـقـد نــسـوا الــديَّـانَ فــي دنـيـاهُمُ ... كِـــبـــرًا فــبــئـسَ ضـــلالــةُ اســتـكـبـارِ
فاللهُ يــنــســاهـم بـــقــعــرِ جَـــهَــنَّــمٍ ... فـــالــويــلُ كـــــــلُّ الــــويـــلِ لــلــفـجَّـارِ
لاتَــحْــزَنَــنْ يـــاصـــاحِ إنَّــــــك مــســلــمٌ ... وسِــــــواكَ مـــوعـــدُه مــــــع الــكــفَّـارِ


