اتصل بنا
 

(الهدنة) تنجح في تفتيت المعارضة السورية

نيسان ـ نشر في 2016-03-12 الساعة 23:45

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

تعمل واشنطن بمشاركة فاعلة من موسكو وعواصم إقليمية وعربية مركزية على حل الأزمة السورية عبر سياسة هدم المعارضة المسلحة، وإعادة تركيبها من جديد لبناء هيكل سياسي مطواع يتشكل وفق (الكتالوج الامريكي) للأنظمة المعتمدة.
اليوم يقصف تنظيم الدولة (داعش) ويطارد جوا وبرا، فيما (تقصف) جبهة النصرة بـ (طائرات العزلة الميدانية) وإبعاد حلفائها عنها بالتزامن مع تجفيف منابع تمويلها، كمقدمة لاضعافها ثم الانقضاض عليها وانهائها.
قلنا سابقا إن أهم أهداف الهدنة هي في إحداث شرخ بين المعارضة المسلحة، بموازاة (نفخ) معارضة تفضي لنظام صديق. وينجح الامر بعد ان تمكنت تركيا بمشاركة امريكية وعربية في استدراج حركة احرار الشام (بقيادة اخوانية + سلفيون) وفيلق الشام، وإبعادهما عن جبهة النصرة (القاعدة) وجند الأقصى، على خط مواجهة تنظيم الدولة (داعش) في سياقات تخدم مصالح امريكا ولا تراعي مصالح الثورة السورية وأهدافها.
المريب أن كل ما يجري، ينساق لخدمة الهدف الامريكي. بعد أن نجح العم سام بترويض الدب الروسي، ورشوة ملالي ايران بأموال الاتفاق النووي، خاصة وأن طهران تدرك - في المقابل - أن شق المنطقة وتحالفاتها بات أوسع من قدرتها على الرتق.
نعتقد في سياق من هذا جاء الهجوم المفاجئ على حزب الله. في عمليات إشغال وإضعاف معا. فالحزب أثبت إجرامه وارهابه منذ سنوات، فلماذا الآن؟

*

فعلت ايران منذ خمس سنوات في سوريا أقصى ما تطيقه، وفشلت، فاضطرت روسيا للتدخل، لكن بتخبط نزق، كما هي الشخصية الروسية الغوغائية، فسكبت كل قوة صواريخها فوق رؤوس السوريين، من دون خطة واضحة سوى خطة القتل، ولم يعد لديها ما تخيف به السوريين أكثر، من دون أن تنجح هي الاخرى في دعم حقيقي للنظام السوري المتهالك.
لا بل ها هي أولى الرسائل تصل بإسقاط المعارضة السبت مقاتلة حربية للنظام، ما يعني تسليح المعارضة بما يلزم.
لقد أُنهك معسكر النظام بحلفائه الدوليين، وحان الوقت الذي ستدخل فيه واشنطن الساحة بقوة، وبايدي الصحوات السورية.
ما زال الامر في بداياته، لكن المخطط ينجح تدريجيا. فواشنطن لا تمل من التجريب مرة بعد اخرى. علما بأن هذا (الشغل) لا ينفصل عما يجري في العراق.

نيسان ـ نشر في 2016-03-12 الساعة 23:45

الكلمات الأكثر بحثاً