اتصل بنا
 

نجاح استخباراتي تونسي مهّد لهزيمة (داعش) في بنقردان

نيسان ـ العربي الجديد ـ نشر في 2016-03-14 الساعة 11:44

x
نيسان ـ

جاء الرد السريع لقوات الأمن التونسية على هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مدينة بنقردان وإفشال مخططه، ليؤكد وجود معلومات مسبقة لدى السلطات التونسية عن أسلوب تحرك العدو وتكتيكاته، وطريقة تحركه على الميدان وتقنيات القتال لديه، ما يعني وفق معطيات كثيرة وتأكيدات خبراء أمنيين، أن النجاح الأمني التونسي في إسقاط مخطط "داعش" كان أساسه استخباراتياً، مدعوماً بجاهزية عالية، وهو ما يُفسّر نجاح القوات الأمنية في قلب المعركة بسرعة، وتمكنها من إجهاض الجزء الكبير من المخطط في ظرف ساعات، وسيطرتها على الوضع في المدينة بسرعة.
ولم تتأخر رسائل الإشادة من جهات متعددة بالنجاح العسكري التونسي في مواجهة "داعش"، فقد نوّه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني كريسبن بلانت إثر اجتماعه الخميس الماضي برئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، بنجاح القوات العسكرية والأمنية في مواجهة الجماعات الإرهابية. كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، "ترحيب بلاده بالردّ السريع والشجاع لقوات الأمن التونسية'' على الهجمات المتزامنة، مندداً بـ''التهديدات الخارجية والداخلية التي يشكّلها التطرف على استقرار وازدهار تونس".يقول المحلل العسكري علي الزرمديني، إن القوات التونسية استطاعت أن تتحوّل بسرعة كبيرة من وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم، وأن تسحب زمام المبادرة من عدوها، ثم تتحوّل في ما بعد إلى ملاحقة العناصر الإرهابية، بعد أن أفقدت "داعش" الكثير من قدراته، وأجهزت على عدد كبير من مقاتليه وضبطت أسلحتهم. ويضيف في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عامل المباغتة الذي كان يعوّل عليه الإرهابيون سقط أمام استبسال القوات التونسية في الدفاع عن المقرات المستهدفة، وألحق بالهجوم خسائر جسيمة، ليغيّر ميزان القوى بسرعة لصالح القوات التونسية. ويقول الزرمديني إن "معركة بنقردان ستُدرّس في المعاهد العسكرية، بسبب التكتيكات المستعملة، والنجاحات القياسية التي تحققت، وطريقة إعداد الإرهابيين لما يسمى بالغزوة"، لافتاً إلى أن العناصر التونسية التي كانت متمركزة في مراكز المراقبة المتقدّمة، استطاعت أن تصمد أمام عناصر التنظيم التي كانت تحمل أسلحة قوية وخفيفة الحمل، وتضرب ثم تتخفى، وتتميز بحركة سريعة تدربت عليها لسنوات، وهو ما مكّن من قلب وضعية الدفاع إلى هجوم.

ويشير الزرمديني إلى أن القوات التونسية كانت مستعدة لتحرك من هذا النوع، ويستدل على ذلك بزيارات وزير الدفاع فرحات الحرشاني المتكررة إلى المنطقة، وكذلك آمر الحرس الوطني، وتحرك المتقاعدين الأمنيين من أهل المنطقة، لافتاً إلى أنه "بناء على الخطة المرسومة من عناصر داعش، والأسلحة المستعملة، وطريقة التحرك، فإن عدد الفاعلين على الميدان لا يقل عن سبعين ارهابياً، أما عدد قوات الإسناد والإعداد وتخزين الأسلحة، فهو أيضاً كبير وستحدده التحقيقات التي تتقدم بسرعة".
ويرى أن "الصدأ الذي أصاب الأسلحة المستخدمة، يدل على أن العملية جرى الإعداد لها منذ ما لا يقل عن سنتين، وجرى التخطيط لها على مراحل، في الخارج والداخل"، مشيراً إلى أن "اكتشاف أن أغلب العناصر من التونسيين، يدل على أنه أمر مقصود لأسباب عديدة، أولها معرفتهم بالمنطقة وتفاصيلها، وقدرتهم على التسلل على مراحل، ثم الهروب والتخفي، بالإضافة إلى وهم الحاضنة الشعبية الذي أسقطته مدينة بنقردان".
ويؤكد الزرمديني أن القوات المتخصصة التونسية نجحت في معركة لم تكن معتادة عليها، وهي حرب الشوارع، ما يؤكد جاهزية على المستوى اللوجستي والمعلوماتي، والذهني خصوصاً، متوقعاً حصول أعمال انتقامية من قِبل "داعش" بعد الهزيمة التي تعرض لها في تونس.

نيسان ـ العربي الجديد ـ نشر في 2016-03-14 الساعة 11:44

الكلمات الأكثر بحثاً