اتصل بنا
 

بين جنيف ٣ وجنيف (٤) .. او بين الجنون الروسي وقرار الانسحاب

نيسان ـ نشر في 2016-03-15

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

صحيح أن الانسحاب الروسي جاء مفاجئا، مع انه كان متوقعا، فقد بدأ الروس حربهم بلا خطة سياسية واضحة، لهم أولا، ومضوا في بعثرة صواريخهم التي بدت أغبى من براميل حليفهم الأسد على رؤوس السوريين.
(لقد أنجزنا المهمة) قال الروس. عن أية مهمة يتحدثون؟ ها قد أعلنوا انسحابهم من سماء سورية وما زالت داعش على حالها، وجبهة النصرة أيضا، وحتى جيش الإسلام أحد أطياف المعارضة المصنفة بالاعتدال.
هل دفع أحد لروسيا حتى تتعقل؟ حتى وان قيل إن الانسحاب الروسي جاء في سياق صفقة مع أمريكا فسيبقى المعنى جليا بان الدب الروسي تعب، وما عاد قادرا على المواصلة
اليوم تتحضر الساحة السورية لفصل جديد من فصول مأساتها. نعم، هناك قرار دولي على شكل إجماع بان على الملف السوري أن ينتهي بحل ينهي أو يبدأ بإنهاء المأساة، لكن من الواضح أن ما يجري اليوم هو عملية تجريب غير مؤكدة في سياق البحث عن حلول
أما الغائب الحاضر في القرار الروسي هم الإيرانيون. لا بد أن القرار أزعجهم وقد تركوا وحدهم في الميدان
بعد قليل سنبدأ بسماع انتصارات المعارضة السورية المعتدلة وذلك للضغط على النظام السوري من اجل الموافقة على الحل ضمن شروط المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة
غريبة أنت يا شام. تاه الخلق في دمك، تعبوا ولم تتعبي
بين جنيف ٣ وجنيف ٤ مشهد يظهر فيها حجم المفارقات والانعطافات في الشام. فبينما شن النظام السوري بمساعدة الجنون الروسي خلال انعقاد جنيف ٣ هجومه المجنون على الثوار شمالا وجنوبا، تعلن موسكو اليوم في جنيف ٤ الانكفاء
ليس هذا وحسب بل تعود، أو أريد لها أن تعود مظاهرات المواطنين السوريين في عدد من المدن السورية - بفعل فاعل دولي أو بعفوية - وكأن المطلوب أن يفهم الجميع أصل الحكاية هذه. لكن السوريين لم يقولوا كلمتهم بعد
في الشام الكلمة الأخيرة للسوريين رغم أنف جنيف وأرقامها.

نيسان ـ نشر في 2016-03-15

الكلمات الأكثر بحثاً