اتصل بنا
 

من أين يستمد الدكتور إخليف الطراونة قوته؟

نيسان ـ نشر في 2016-03-15 الساعة 12:18

x
نيسان ـ

محمد قبيلات

يحار المرء وهو يراقب أداء رئيس الجامعة الأردنية د. إخليف الطراونة، بكل هذا الذي يتمتع به من شمائل، وهو يواجه اعتصام طلبة الجامعة الأردنية، الذين ينفذون فعالية احتجاجية ضد قرار رفع الرسوم الجامعية.

من المؤكد أن أجهزة الدولة الأمنية العميقة لا تفضل الطريقة التي يدير بها الرئيس الجامعة، التي تخلق مثل هذا الاحتجاج الطلابي الذي قد يتسع إذا ما واصل الرئيس سياسته في التعامل مع الحالة.

كذلك الأمر بالنسبة للقصر، فجلالة الملك والملكة والأمير الحسين من المؤكد أن عواطفهم مع الطلبة.

أي مراكز إذن يمكن أن تدعم الرئيس؟

هل يدعمه شقيقه رئيس مجلس النواب؟ هل يدعمه ابن عمه رئيس الديوان الملكي؟ لا أعتقد.

لكن وجودهما في هذه المراكز الحساسة ربما يُسكت النواب عن رفع أصواتهم إلى جانب الطلبة، وأن الأمر (وجودهم في هذه المواقع) يصعب على الحكومة أمر إقالة رئيس الجامعة .

رئيس الجامعة زعيم يحكم ويرسم، مثله مثل أي زعيم، فلديه جيش جرار من الحرس الجامعي، وإذاعة تدعو له بطول العمر طوال النهار، وتذكر اسمه أكثر مما تذكر أي اسم آخر، وجيش جرار من المحاسيب المعينين في الجامعة على برنامج الوساطة والمحسوبية أو الخائفين على مناصبهم.

لذلك ربما يتصدى رئيس الجامعة لملف الاعتصام بروح عدائية مستندة إلى عصور الأحكام العرفية، وبما لا يليق من حجج يفترض أنها تصدر عن مركز قيادي لأهم صرح تعليمي وثقافي في الأردن، ألا هو الجامعة الأردنية ، الجامعة التي ظلت على الدوام تحتل مركزا متقدما بين الجامعات على مستوى الوطن العربي إلى جانب سمعتها العالمية الجيدة.

أول ما يجب أن نذكر به أستاذنا الفاضل، أن حق التعبير عن الرأي هو حق للمواطن الأردني كفله الدستور، والنصوص صريحة وواضحة عن أشكال التعبير، ومن ضمنها حرية التظاهر والاعتصام.

عندما تشعر فئة اجتماعية بأن مصالحها قد تضررت نتيجة قرار، سواء كنا نعتقد أنه صحيح أم خطأ، فإن من حقها ألاعتراض عليه بالطرق السلمية التي من ضمنها الاعتصام، هذا ما يحدث في الدول المتقدمة، ففي بريطانيا وأوروبا تمارس جميع فئات وطبقات المجتمع هذا الحق من دون أن توجه لها تهم تمس كرامتها ولا يقال عنها أنها تنفذ أجندات خارجية.

كما يجب التأكيد على أن الموضوع يجب أن يحل داخل أسوار الجامعة، ومن نافلة القول؛ لا يليق بالأساتذة الاستعانة بالجهات الأمنية وقوى وزارة الداخلية لمواجهة طلابهم.

نيسان ـ نشر في 2016-03-15 الساعة 12:18

الكلمات الأكثر بحثاً