ارديسات: ظروف موضوعية تجعل الروس جادين بقرار الانسحاب من سوريا
نيسان ـ نشر في 2016-03-16 الساعة 18:33
حاوره نانسي الشروف
أكد محمود ارديسات خبير استراتيحي عسكري ان اعلان الانسحاب الروسي إشارة إلى النظام ومن يتعاون معه بأن روسيا معنية بالحل السلمي، وإنهاء حالة الصراع في سورية.
وقال في حوار مع صحيفة نيسان إن ظروفا موضوعية تجعل الروس جادين في هذا التوجه لعدة أسباب، التدخل العسكري الروسي أصبح مكلفا على الخزينة الروسية، وضغوطات اوروبا والولايات المتحدة، في قضية اللاجئين والعقوبات الاقتصادية المفروضة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي التي تزايدت.
• ما هي تداعيات الانسحاب الروسي من سورية؟
اعتقد ان الانسحاب الروسي في هذه المرحلة إذا كان جادا، فسيكون بارقة امل لتعزيز الحل السياسي تجاه سورية، وهو مؤشر للنظام السوري والمعارضة بأن يكونا أكثر جدية في مباحثات المرحلة الانتقالية.
اعتقد ان الطرف الروسي اذا كان جادا، عليه أن يدعم الحل السلمي في سورية، وهي اشارة إلى النظام ومن يتعاون معه بأن روسيا معنية بالحل السلمي، وإنهاء حالة الصراع في سورية.
• هل تعتقد أن روسيا جادة في الانسحاب حتى اللحظة؟
اعتقد ان هناك ظروفا موضوعية ممكن أن تجعلهم جادين في هذا التوجه لعدة أسباب، اولا: التدخل العسكري الروسي أصبح مكلفا على الخزينة الروسية، ومن ثم هناك ضغوطات متعددة من اوروبا والولايات المتحدة، لان قضية اللاجئين سببت ارهاصات كبيرة في الفضاء الاوروبي، وهناك عقوبات اقتصادية مفروضة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تزايدت مع التدخل الروسي في سورية.
اضافة الى ان هناك دولا عربية واسلامية لها مواقف سلبية من التدخل الروسي في سورية، وهذا سيؤثر في العلاقات الروسية مع كثير من الاطراف العربية والاسلامية، عليه؛ هناك عدة اسباب تحتم على روسيا سحب الجزء الاكبر من قواتها من سورية.
• قالت روسيا إنها ستبقى تحمي النظام السوري، هل تعتقد انها جادة في ذلك، وكيف يمكن أن تفعل ذلك عسكريا؟
ربما أن روسيا تدعم النظام في سورية، ليكون صديقا لها في المستقبل، انا لا اعتقد انها معنية بشكل أساسي بدعم رأس النظام، بشار الاسد، ولكن ربما تدعم الإبقاء على سورية موحدة، الدولة بمؤسساتها بحيث تستطيع روسيا التعامل معها بالمستقبل وتبقى العلاقات جيدة بما يحقق المصالح الروسية.
روسيا في النهاية تبحث عن مصالحها، اذا كان مصالحها مع نظام ربما بعد بشار الاسد قد تكون فاعلة في وصول هذا النظام في سورية، ربما يكون افضل من ان تتبنى بشار الاسد كشخص ولا اعتقد ان روسيا معنية بتبني بشار الاسد على المدى الطويل .
• كيف ترسم الخريطة العسكرية في سورية؟
صعب رسم خريطة في سورية فيها عدة معطيات وهناك عدة اطراف موجودة على الساحة السورية، النظام عزز مواقفه في المرحلة الاخيرة بالتدخل الروسي ولكن توجد جهات فاعلة على الارض مثل داعش والمكون الكردي والفصائل الاخرى.
الخريطة السورية معقدة جدا ولا يوجد فيها وضوح تام ، النظام كشف عن مواقع وعلى هذا الاساس الاطراف تتفاوض عمليا حسب مواقعها على الارض .
• هل انتهىت بالإنسحاب الروسي توقعات الحرب البرية ام بدأت معه ؟
الحرب البرية ما زالت واردة، ليس بالضرورة ضد النظام، ولكن ضد داعش، وما زالت الاحتمالات واردة، لان الارهاب لم ينته من سورية، ممكن ان نصل الى بعض الحلول السياسية بين الفصائل المتعارضة والنظام، ولكن هناك داعش ما زال على الارض، لا بد من التعامل معه وربما يتطلب الامر دخول قوات برية في المستقبل.
• مستقبل سورية الى أين ؟
مستقبل سورية فيه من التعقيد ما يكفي، لكن اذا نجحت مفاوضات جنيف وتوصلت الاطراف الى مرحلة انتقالية، ربما يكون هناك امل في الاستقرار في سورية، وايقاف الذبح والدمار، لكن هناك امورا كثيرة بحاجة الى معالجة ومستقبل سورية ما زال غامضا .