اتصل بنا
 

(خميس الغضب) .. الرغبة بالحياة .. والاصرار على التغيير

نيسان ـ نشر في 2016-03-17 الساعة 12:42

x
نيسان ـ

إبراهيم قبيلات..

يأتي تخفيض رسوم البرنامج الموازي بنسبة ٥٠٪ من قيمة الرفع على رسوم الدراسة في الجامعة الأردنية، في إطار استجابة مجلس أمناء الجامعة الأردنية لمطالب الطلاب المعتصمين منذ نحو عشرين يوماً، فيما تدعو القوى الطلابية للمشاركة بـ(خميس الغضب)؛ لتقديم ضمانات حقيقية للطلاب في جدولة إلغاء المتبقي من قيمة الرفع على الرسوم.

كان بإمكان السادة الأعضاء في مجلس الامناء الاستجابة لمطالب الطلاب مبكراً، وكان بإمكانهم أيضاً إقرار ما أقروه أمس، منذ اليوم الأول لمسيرة الرفض الطالبي، التي انطلقت على وقع القرار المشؤوم عام 2014، لكنها عرفية الدولة المبنية على رهانات دائمة على (الاختراقات) لثني المعتصمين.

على أية حال، تصدّى الطلاب لجشع (السلطة) و(الإداراة)، وبأدوات حضارية في النضال؛ وهو ما وسع دائرة المتعاطفين معهم، خاصة بعد أن امتلأت سلة الاتهامات بحقهم، ولم يبق على أصحاب القرار إلا اتهامهم بالعمالة والتخابر مع الأعداء. لكنهم حققوا كثيراً، وعززوا فينا رغبة التغيير والبناء.

في الواقع، راقب الأردنيون ما يحدث في الجامعة الاردنية، وما يصنعه أبناؤهم بشيء من الفخر، كيف لا وقد أثبتوا أنهم قادرون على انتزاع حقهم، من دون ضجيج، ومن دون الانزلاق إلى مهاترات جانبية تبعدهم عن مطالبهم المتمحورة حول التراجع عن قرار رفع الرسوم.

أية مشاعر تكتنف هؤلاء (السادة) من الطلاب، وهم يعودون مساء إلى مجتمعاتهم، متوشحين بأوسمة الحب الصادقة، بعد أن ثبتوا في الساحات، وراكموا في النضال، وشدّوا من عزيمة بعضهم البعض لمواجهة تعنت الإدارة؟.

بالنهاية، حقق الطلاب جملة من الانتصارات تجاوزت قصة الرسوم الجامعية وأبعادها. من منا ينكر اليوم أن هؤلاء الرجال استعادوا هيبة الطالب المخطوفة منذ عقود؟. لا بل إن جامعة أخرى لن تجرؤ على مجرد التفكير برفع مشابه على رسومها الجامعية، في ترسيخ عملي لدور المواطن وأثره في لي ذراع القرارات المجحفة، واستبدالها بأخرى تضمن شيئا من العدالة.

ثمانية عشر يوما ربيعياً في الجامعة الأردنية لن تنسى من ذاكرة الأردنيين، وستبقى الأجيال تستحضرها كلما احتاجوا شيئاً من عزيمة لمقارعة حكومتهم.

نيسان ـ نشر في 2016-03-17 الساعة 12:42

الكلمات الأكثر بحثاً