فاصلتان ! نصـّان لــ ِ ماجد شاهين
نيسان ـ نشر في 2016-03-17 الساعة 14:39
(1)
وأنت َ تُــعد ّ صحن َ الماء لليمام ،
ترفـّق بالنافذة ِ لكي لا ينجرح َ غـُصنـُها !
وأنت َ هناك ، تمهـّل وانصت ْ إلى الشدو ِ و إلى بوح ٍ في الماء ، واترك لليمامة قميصـَها ولا تُعكـّر لها الهواء !
ادن ُ قريبا ً من صوتها ، من بـُحـّتِهِ و خـُذ ْ رشفة ً من الصوت والوقت و ارفع غناءك إلى آخر الأمر و إلى عذوبة فكرتـِك المُشـتَهاة ، و قـُل ْ : طابت أوقات اليمام !
(2)
أريد شارعاً لي ، أو ربـّما ينفع لشركاء ٍ مثلي يرفلون بالكسل و ينعمون بالفوضى ..
أريد ُ شارعا ً أتناول معه وعنده لقمتين تنفعان لحشو البطن وتنفعان لرأب ِ القلق ،
أريد شارعاً أشرب معه شايي و أتناول عنده قهوتي و أغفو قليلا ً عند رصيفه و لا يوقظني فيه سوى بائع " كرابيج حلب " أو نادل نسي مفتاح المقهى في جيبي منذ كانت ركوة البنّ تفور فوق النار البارحة !
أريد ، جمهوراً يسمعني حين أدندن ،
أريد شركاء لي في النقش على الحجارة و ملاعبة العشب و في الانتشاء حين تطيب " الأوف " ويحن ّ الوتر ،
أريد امرأة هناك في طرف الشارع ، لا تزغرد ولا تنوح ، ولكنها تتأمـّل !
..
أريد شمسا ً تطرح المرحبا حين تشرق و تكون رقيقة طيّبة حين تتوسط السماء و تكون خفيفة الروح حين تغيب !
..
أريد شركاء لي في الحـَب ّ والماء ،
وشركاء لي في الحياة ،
وشركاء في البوح ،
وشركاء في لثم جبين الورد !
..
أريد رواية بحجم ولون وطعم الوقت في شارعي ، وقصيدة يكتبها معاً عشرون ألف شاعر وتقرؤها امرأة !
..
هل تكفي امرأة ،
هل لكل هذا السهو والاتـّساع ، تكفي امرأة ؟
هل تكفي الأغنيات لامرأة
وهل يكفي النشيد البهيّ لاتساع روحها .
2016