اتصل بنا
 

أداء هند الفايز ومصطفى شنيكات ودروس طلبة الجامعة الاردنية

نيسان ـ نشر في 2016-03-18 الساعة 16:11

x
نيسان ـ

محمد قبيلات

يقدم النواب هذه الأيام شاهدا حيا للعمل الفردي غير المنتج أو الممتد، الذي يمكن أن يصنف في مرحلة من مراحل تطوره وتجلياته بأنه حالة من حالات الاستقواء على مدنية الدولة ومؤسساتها.

تبدأ القصة عندما يراجع النائب مسؤولا حكوميا ومعه حزمة من المطالب التي يمكن أن تكون عادلة ومحقة، لكن هذه المقابلة تنتهي بخلاف بين النائب والمسؤول، قد يصل الى السباب والشتم، كما حصل مع الرفيق مصطفى الشنيكات، وينتهي الى أروقة المحاكم أو اللجان النيابية، أو الى حالة من حالات استخدام العنف، كما حصل مع النائبة هند الفايز لدى مراجعتها إدارة الملكية، يرافقها أعضاء من النقابات المستقلة، ليتحول الموضوع من مطالب نقابية الى اجتماع عشائري في ديوان العشيرة، لإظهار القوة التي تتكئ عليها النائبة.

تأخذنا هذه القصص - إجباريا - الى المقارنة مع ما حصل خلال الأيام الماضية من شكل نضالي مطلبي راق كاعتصام طلبة الجامعة الأردنية.

وهناك من يرجع الساعة الى اعتصام الطلاب مدة 18 يوما لم يخرجوا خلالها عن حدود الجامعة وعن مطلبهم العادل الذي اضطرت إدارة الجامعة لتلبيته في النهاية.

برغم أن هناك أطرافا حاولت حرف الاعتصام عن أهدافه، أو مهاجمة الطلبة وإلصاق التهم باطلا بهم، إلا أن شرعية مطالبهم والتزامهم بالشكل النضالي المستند للحق الذي يراعي حقوق ومصالح الآخرين أنجحا شبابنا.

طوال 18 يوما لم يفكر شبابنا بالعودة الى حواضنهم الإجتماعية للاستقواء بها على الجامعة، بل جعلوا من حراكهم أنموذجا مدنيا يحذى حذوه، وبات ينظر إليه بكل احترام من الجهات كافة، سواء المؤيدة لمطالبهم أو المعارضة لها.

الفرق بين العمل الفردي والعمل الجماعي، هو ذاته بين الارتجال والتنظيم. فالعمل الجماعي المنظم هو عمل يصب في مصلحة المجتمع وهو مدني ومؤسسي بكل تفاصيله، ولا يُرسّخ أي شكل من الأشكال الإجتماعية البائدة الجهوية.

هناك فرق بين النضال من أجل الحقوق والاستقواء على الدولة لانتزاع المكتسبات والمنافع، وأجدر بمن يعلم هذا الفرق هم الأفراد والجهات التي تتصدى لمظلوميات ومطالبات تخصهم أو تخص طبقات وفئات اجتماعية.

كلما كانت المطالب عادلة فإنها لا تحتاج الى الوسائل "المتخلفة" في تحصيلها، بل إن الجهات التي تطالب بحقوقها تفيد المجتمع عموما وتحصنه برقابة إضافية على الإدارة، كما أنها ترسخ قيما ايجابية كثيرة وهي بكل تفاصيلها تقدمية.

لم يحقق الطلبة نصرا على رئاسة جامعتهم، بل حققوا لنا النصر عندما جعلوا من أنفسهم أنموذجا يحذى حذوه من السلوكات المدنية التي نريد.

نيسان ـ نشر في 2016-03-18 الساعة 16:11

الكلمات الأكثر بحثاً