مقابلة عمل
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-03-18 الساعة 17:03
امبارح كان عندي مقابلة شخصية بدائرة حكومية عشان وظيفة عن طريق ديوان الخدمة المدنية، كنت قدمت امتحان تحريري ونجحت.
قبل افوت ع المقابلة، استحيت من الموقف، استحيت من نفسي، استحيت من المرشحين للوظيفة معي، استحيت لما شوفتهم كلهم اكبر مني، وبعضهم عنده احفاد.
كنت افكر حالي استنيت كثير، ولكن وانا بانتظار المقابلة مع المجموعة، وبرغم ان البعض منهم حاولوا يظهروا لا مبالاتهم بالوظيفة، وانهم جايين رفع عتب، وبرغم انه البعض كانوا يحاولوا يظهروا ثقتهم الزائدة بالنفس، الا انه ملامحهم وعيون الترقب كانت فاضحيتهم.
خلال الحديث معهم، قلت والله اني خجلان منكوا، واحتراما الكوا بفكر انسحب، وما افوت المقابلة.
كنت قاصد اللي قلته وبعنيه، لأن أول مرة بحس شو معنى الوظيفة للناس، أول مرة بعرف قديش بالبلد مظلومين، قديش بالبلد مقهورين.
17 سنة انتظار، 17 سنة تزريقات ومحسوبيات بالدور، 17 سنة بلحظات صاروا بالنسبة الي بس 7 أيام. لأن فيه ناس أقدم مني، ناس وراهم 17 نفر، لان فيه ناس عندهم 17 حفيد، وناس عليهم 17 قرض.
كان حظي اني ادخل للمقابلة آخر واحد، و كل ما يطلع واحد من المقابلة، يسألوه المرشحين عن الوضع والأسئلة، وأنا متابع من بعيد، بفكر فيهم، وبنظرات الاحباط بعيونهم من طبيعة الأسئلة بالمقابلة.
كنت افكر وأنا بتفرج عليهم، شو المنطق بنظام التعيين بشكل عام بكل مؤسسات الدولة، انتظار سنوات وسنوات، وبعملوا امتحان تحريري، باسئلة من بطون كتب الجامعات، بالأغلب الجن يا دوب يتذكرها، وبعدها بعملوا مقابلة شخصية، بتقضي ع كل أمل للناجحين بالتحريري.
مبسوط بحالي، وبالجو اللي خلقته بالمقابلة سواء قبلوني أو لا، لكن بعدني بفكر بالوجوه الحايرة، والقلوب الحزينة للناس اللي قابلوا معي، وبفكر إلى متى الاستهتار بمستقبل البشر إلى متى.
على الحكومة تعديل نظام التوظيف، وإلغاء كل التوظيف بالاستثناءات، لا اوائل جامعات، ولا محسوبيات، ولا عقود خاصة، ولا غيره إلا الحالات الإنسانية.
ويجب تخفيض العمر الوظيفي حتى نخلص تدريجيا من البطالة بعملية الاحلال والتبديل، وحتى بعد 10 سنوات نبدأ مرحلة جديدة تكون فيها فترة انتظار التعيين معقولة ومقبولة للجميع.