اتصل بنا
 

(تقسيم سوريا) وخطر الفيدرالية الاردنية مع الضفة الغربية

نيسان ـ نشر في 2016-03-19 الساعة 22:40

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

لا تقتصر المخاطر التي يمكن أن تلحق بالاردن من جراء تقسيم سورية على المحددات الخارجية من حيث تشكيل كيانات مجاورة للمملكة صغيرة تتنازع بينها، بل هناك ما هو أخطر ويتعلق بالمخاطر التي يمكن ان تتشكل داخل الاردن نفسه.
يوم يستقر القرار الدولي على تقسيم سورية ويصبح الامر ناجزا سياسيا كما هو عسكريا اليوم، ثم يبدأ المجتمع الدولي بالتعامل مع هذه الكيانات كأمر واقع سيفتح شهوة الاقاليم، وفق فلسفة تعميم التجربة في المنطقة.
هنا سيطل الاحتلال الاسرائيلي ضاغطا ومطالبا بتحميل المملكة وزر الجزر البشرية في الضفة الغربية، عبر مسميات (غير مهمة) قد تكون احداها (الفيدرالية).
وربما الحديث عن عملية السلام (الميتة منذ سنوات طوال) والدعوة الى العودة الى طاولة المفاوضات يدخل في هذا السياق.
وفي الغالب لن يطلق على ما سيجري مسمى الاقاليم حتى لا يخاف الناس. وسيمضي القوم بتحقيق عملي لسياستهم تدريجيا، من دون التوقف على (التسمية).
إن صح ذلك فهذا لا يعني سوى ترحيل كل تناقضات الضفة الغربية المحتلة الى الضفة الشرقية من النهر.
بآليات متفاوتة تمضي معالجات هيمنة واشنطن في المنطقة، فبينما اكتفت بشكل ناعم من الانقلاب غير العسكري في تونس؛ اضطرت للتعامل بقفازة حديدية في مصر، وها هي تعالج تناقضات ليبيا بآليات تجريبية لا تشبه ما جرى في كل من تونس ومصر، وهو امر ينطبق على العراق وسورية. فلكل مجتمع ظروفه، وبالتالي طرق الهيمنة عليه.
هذا لا يعني ان واشنطن تعرف نتائج ما تفعله، برغم أنها تعرف ما تريد، من هنا اشتهرت بسياسة التجريب المفزعة التي خربت فيها البلاد وأفنت من خلالها العباد.
ما يعنيه ذلك اننا على اعتاب مغامرة امريكية قديمة حديثة، تخدم فيها اسرائيل التي تعبت من الضفة ولا بد ان تتخلص منها لكن كيف؟
اسرائيل تريد الخلاص من الضفة بشريا من دون الجغرافيا، ومرحليا ستوافق على الوقوف فوق (عتبة) تفضي الى ذلك.
لا نملك خريطة طريق لما يراد فعله، وربما لا تملك واشنطن نفسها الخريطة، برغم انها تهيئ المناخات منذ زمن. أما ما نعرفه فهو ان القوم مهرة في اشغالنا باشتباكات سياسية (كمن يلهي السجناء بنقل الحجارة ثم لاحقا يطلب منهم اعادتها مكانها لاشغالهم بشيء ما)، ودخول في تفاصيل التفاصيل ليضيع المعنى في عملية إلهاء لا تنتهي حتى تأتي (الفكرة) بعد رواح (السكرة).

نيسان ـ نشر في 2016-03-19 الساعة 22:40

الكلمات الأكثر بحثاً