أعلام وأحلام مشققة
شاهر الشريدة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2016-03-23 الساعة 10:26
أجمل ما ببساطة حياتنا بالأرياف والقرى، ان الناس بالمناسبات بتحاول تظهر حبها للوطن بأبسط طريقة.
لما برجعوا الناس من الحج، بعلقوا أعلام، ولما ببنوا دار، حتى ولو كانت بس غرفة ب4 عمدان، بصبوا السقف، وبحطوا العلم، ومش مشكلة يظلوا 4 سنين؛ ليبنوا الحيطان، ويظلوا 14 سنة، وهمو يسدوا القرض اللي اخذوه؛ ليبنوها، المهم يرفعوا العلم عليها.
لما بنجح الولد بالتوجيهي، ولما بتخرج شب أو بنت من الجامعة بحطوا العلم، ولما بعملوا عرس، لازم العلم يكون محلي السهرة والتعليلة.
حبنا للوطن، حب لا إرادي، حب عفوي، ورفع العلم بأي مناسبة بسيطة حتى بطهور ولد، تعبير بالإمتنان، والعرفان للارض، والوطن اللي عايشين فيه، وحامينا، الوطن اللي بنوه جدودنا؛ لنقدر نعيش فيه بامان.
حالة العلم، حالة عشق معروفة بكل مناطق المملكة من عقربة للعقبة، ومن الغور للاجفور، حالة فرح شعب برآيته، ووطنه، ومليكه.
حالة العلم، حالة شموخ، وعز، وعنفوان، بقتلها كسل المسؤولين بكثير من الدوائر، والمؤسسات الحكومية، وغير الحكومية.
بقتلوا فرحنا، وعشقنا للوطن، وبنغصوا عيشتنا، لما بنمشي بشارع، ونشوف دائرة، ومؤسسة، عليها علم الوطن صارله سنوات ما حدا اتفقده.
بنتنكد، وبنتحسر، وبتدمع عيونا، لما بنشوف رآيه الوطن مستسلمة مش قادرة ترفرف؛ لأنها مشققة وممزوعة من الريح؛ لتحمي المسؤولين اللي إهترت جنابهم ع كراسيهم، وما حدا فيهم فكر يوم ينزلها، ويضمها، ويطويها، ويبدلها؛ لترتاح، ويخلي راية غيرها ترفرف بشموخ الوطن.
بصرفوا ميزانيات، ومئات الألوف ع اثاث مكاتبهم، ومؤتمرات الاكل، والشرب، والسفرات، وبستخسروا يصرفوا كم دينار لراية جديدة.
رآيتنا فخرنا، رآية شموخنا اللي بترفرف بكل الدنيا، معززة، ومكرمة، ومصيونة؛ لكنها مهيونة بوطنها، رآية ألوانها كالحة، وباهتة من لهيب الشمس، رآية روحها ميتة من لامبالاة اللي قاعدين بظلها.
المسؤولين اللي بهتموا بلبسهم وبدلاتهم وسياراتهم قبل العلم، بستاهلوا إنهم يوقفوا بلا ثياب بعز الشوب، وببرد الكوانين بالشوارع، والميادين.
شققوا جيوبنا وأحلامنا، وما ظل إشي يشققوه غير اعلامنا.