اتصل بنا
 

عشرات الخرائب الأثرية مهملة وعرضة للعبث بالطفيلة

نيسان ـ الغد ـ نشر في 2016-03-23 الساعة 10:27

x
نيسان ـ

تنتشر العشرات من الخرائب ذات الأهمية الأثرية القديمة، التي تعود لفترات تاريخية موغلة في القدم، في كافة مناطق محافظة الطفيلة، جنبا إلى جنب مع المئات من المواقع الأثرية البسيطة الصغيرة المساحة، والتي تحتاج إلى إعادة تعريف لوضعها على خريطة الطفيلة الأثرية.
ويشير مواطنون إلى أن الطفيلة تحتضن كنوزا أثرية غاية في الأهمية، منها الخرائب والمواقع التي تعددت استخداماتها، وتنتمي إلى عصور تاريخية قديمة تركتها حضارات مهمة سادت في مناطق عدة في الطفيلة.
ولفتوا إلى أن العديد من تلك المواقع مهملة وتتعرض للتدمير من خلال الباحثين عن الكنوز، أو من خلال تعرضها لسوء الاستخدام من قبل البعض الذين لا يعرفون أهميتها الأثرية .
وأشار المواطن حسين الشباطات إلى وجود عشرات الخرائب القديمة التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، والتي تركت عبر السنين عرضة للتخريب المتعمد أو غير المتعمد، والتي يمكن في حال اكتشافها أن تقود إلى دراسات تاريخية وأثرية مهمة تترجم ما تركته الحضارات القديمة التي سادت المنطقة.
ولفت الشباطات إلى أن دور المديرية العامة للآثار لا زال قاصرا على الكشف عن تلك المواقع، مرجحا أن تكون بعض المواقع غير معروفة لديها، والتي يجب الكشف عنها وحمايتها والتنقيب عنها.
وأكد أن عمليات التنقيب في الطفيلة على المواقع القديمة الأثرية لا زال متواضعا، نتيجة عدم الاهتمام بها لكون البعض لا يحتل مساحة كبيرة، علاوة على المواقع المعروفة والتي تم اكتشافها، حيث توقفت كافة تلك الأعمال التنقيبية بل ظلت تلك المواقع عرضة للعبث من قبل البعض .
وطالب بأن تقوم دائرة الآثار العامة بإعادة الكشف عن العديد من المواقع والتي يقع بعضها داخل تجمعات سكانية، والعمل على حمايتها من خلال تسويرها ووضع حراسة عليها، خصوصا تلك التي تشكل غاية في الأهمية.
ولفت المواطن علي فرحان إلى وجود عشرات المواقع الأثرية والتي تشكل معظمها خرائب أثرية قديمة كخرائب الخودعية والنصرانية والحنانة ورمسيس والتوانة والفريديس وسبع و صيدح والكولا والمشميل وبرما وعلاقة والرديسية وعين البيضاء و رواث ومهابة والصنوعي ونملة وغرندل والقويصرة ورجم دهش وهي خرائب صغيرة المساحة، فيما خرائب ومواقع كبيرة كخربة التنور والضريح فهي مواقع كبيرة وتم اكتشافها علاوة على مئات المواقع غير المعروفة .
وبين فرحان أن كل تلك المواقع تعتبر ذات أهمية كبيرة نتيجة الآثار الموجودة فيها والتي تشكل أهمية أثرية، بيد أنها عرضة لعبث العابثين، والتي يجب على دائرة الآثار العمل على حمايتها بعد ان يتم الكشف عنها ووضعها على خريطة آثار محافظة الطفيلة.
من جانبه، قال مدير آثار الطفيلة عماد الضروس إن الطفيلة تحتضن آلاف الخرائب والمواقع الأُثرية، والتي أكتشف البعض منها من خلال تنقيبات تجريها باستمرار دائرة الآثار بالتعاون مع المؤسسات المعنية والجامعات الأردنية والأجنبية ومعاهد الآثار العالمية.
وبين الضروس أن مواقع تم تسجيلها بعد عمليات الكشف والعمل على تقييمها والتي تعود للفترات التاريخية من العصر الحديدي 1200 ق.م، وحتى الفترة العثمانية، وتلك الآثار تحكي قصص حضارات سادت المنطقة، ومن خلال ذلك نتعرف على تاريخ تلك الحضارات، بعد دراسة البقايا المادية من خلال المسوحات الأثرية التي تتم من قبل دائرة الآثار العامة .
وأوضح أنه وبعد عملية الكشف يتم تسجيلها لوضعها على خريطة الآثار الأردنية، ويتم تقييم أهميتها لوضعها على سجل التنقيبات للحصول على مزيد من المعلومات التاريخية.
وأشار إلى أن العديد من المواقع الأثرية البسيطة المساحة تتعرض من قبل البعض للعبث المقصود من خلال البحث عن الدفائن، أو من خلال عبث غير مقصود بسبب عدم المعرفة بأهمية الموقع سواء كان خربة أو غيرها .
واعتبر ان سوء استخدام الأراضي يشكل عقبة كبيرة، حيث أن البعض يستخدم حجارة تلك المواقع في أعمال البناء للسلاسل الحجرية ، أو في البناء الحديث، مؤكدا أن سوء تلك الاستخدامات يؤثر سلبا على تلك المواقع أو الناجمة عن الحفريات اللازمة للأعمال الإنشائية .
ودعا البلديات إلى عدم منح تراخيص البناء للمساكن والإنشاءات إلا بعد مراجعة دائرة الآثار، للتأكد من عدم وجود مواقع أثرية في موقع البناء وبما لا يسهم في تخريبها دونما قصد لافتا إلى أهمية دور المواطن في الحفاظ على المواقع الأثرية وعدم العبث بها لكونها تشكل ثروة وطنية.

نيسان ـ الغد ـ نشر في 2016-03-23 الساعة 10:27

الكلمات الأكثر بحثاً