اتصل بنا
 

دموع فيديريكا ام دماء راشيل

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-03-23 الساعة 14:46

نيسان ـ

الدموع التي انهمرت من عيون وزيرة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني خلال مؤتمرها الصحفي مع وزير الخارجية ناصر جودة ودخلت الى كل بيت من خلال وسائل الاتصال والتواصل المختلفة، لامست مشاعرنا لاننا اكثر من اكتوى بنيران الارهاب وبالاخص الصهيوني والذي اخذ شكل الدولة.

ولا اخفي انني تعاطفت كثيرا مع الوزيرة وشعرت بحرارة دموعها على وجهي، وعادت بي الذاكرة للمكان الذي وقع فيه التفجير والذي مررت فيه في مناسبتين زرت بها بروكسل التي لايشعر العربي فيها بالغربة لكثرة الجالية العربية وبالاخص المغاربية فيها.

الا ان تعاطفي مع دموع فيديريكا سرعان مافتر وزاد حرارة تجاه الضحايا وعائلاتهم، فالوزيرة لاتستحق التعاطف لانها بكت من العين التي تنظر فيها للارهاب وضحاياه، فلم نشاهدها تبكي على ضحايا الارهاب الصهيوني الذي مورس على شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية.

وقد كانت دموع الوزيرة اصدق من التصريحات التي كانت ستدلي بها في مؤتمرها الصحفي، فقد عبرت عن سياسة الغرب الذي يغض الطرف عن الارهاب الصهيوني ويركز على ارهاب كان صنيعة سياساته.

ومن الصعب وصف دموع الوزيرة بانها نابعة من نواحي انسانية لان هذا النوع من الدموع يحتاج لانسان لايفرق بين ضحية ارهاب واخر.

اما دماء راشيل كوري التي دهستها جرافات الاحتلال عندما حاولت منعها من هدم منازل احد الفلسطينيين في رفح فهي اكثر انسانية من دموع فيديريكا.

وان كان الكثيرون قد نسوا راشيل التي حلت ذكرى وفاتها في 13 العام الحالي فعليهم ان يحتفلوا بذكرى ميلادها الذي يصادف العاشر من الشهر المقبل وان يشرحوا لابنائهم الفرق بين دموع فيديريكا ودماء راشيل الزكية.

نيسان ـ نشر في 2016-03-23 الساعة 14:46

الكلمات الأكثر بحثاً