اتصل بنا
 

دائما ً ، هناك بائع ٌ ! نص للأديب الاردني ماجد شاهين

نيسان ـ نشر في 2016-03-25 الساعة 18:20

x
نيسان ـ

في جوار المسرح بائع ترمس و فستق و حلوى خفيفة ،

في جوار صالات السينما باعة تذاكر و محارم ورقيّة لمعالجة الدموع ،

في جوار الأسواق هناك باعة أعشاب يفرشون بضاعتهم إلى الأرض وينادون في الناس أنّ لون العشب و رائحته طازَجان ،

في الشارع باعة أحذية و باعة عصائر و باعة وقت !

وفي الشارع ، عند العربات أو من دونها ، ثمّة باعة جوارب و سراويل داخلية !

و في الشارع ، عند العربات أو من دونها ، هناك باعة فستق ٍ و ترمس و كرابيج حلب و سحلب و هريسة و فول نابت و عصائر و هناك باعة لـــ ِ " شعر البنات الملوّن " ، يجولون ويندهون .

..

جميعهم يبيعون و يقبضون ثمنا ً لبضاعتهم ، يختلفون في صنف البضاعة و قيمتها و جدواها !

..

الباعة كلهم ، أو في مجملهم ، عند السينما والمسرح و السوق والمخبز والرصيف والمقهى و في جوار دور العبادة و عند المدارس و في الدكاكين العتيقة و في محال ّ البخور والعطور ،

في احتفالات الهتاف ،

في التظاهرات ،

في الكاميرات و جوارها ،

.. جميعهم متفاهمون على تقاسم الحصص !

الباعة كلّهم ونحن معهم أو عند أطرافهم .

..

بضاعتهم الظاهرة متباينة و مختلفة و استخداماتها مختلفة ، لكنـّهم ، جميعا ً ، يبيعون في حقيقة الأمر صنفاً واحدا ً ، يروّجون له و يقضون أوقاتهم في تسويقه :

جميعهم يبيعون الكلام أو يبيعون أفكارهم في الكلام !

جميعنا نبيع الكلام !

2016

نيسان ـ نشر في 2016-03-25 الساعة 18:20

الكلمات الأكثر بحثاً