اتصل بنا
 

اليمين ‏المتطرف يحرق أوروبا

اعلامي مصري يعمل في قناة الجزيرة

نيسان ـ نشر في 2016-03-27 الساعة 14:01

نيسان ـ

عشرات القوانين والتشريعات المعادية للعرب والمسلمين والتي يعدها اليمين المتطرف في أوروبا طوال السنوات الماضية سوف يتم تمريرها خلال هذه المرحلة في البرلمانات الأوروبية بدعوى محاربة الإرهاب لكنها في حقيقتها محاربة للإسلام والمسلمين، ومبررات تمرير هذه التشريعات هو الرد علي هجمات بروكسل التي تشوبها كثير من علامات الاستفهام، سواء فيما يتعلق بالجهات التي تقف خلفها أو استغلال الأطراف التي قامت بها، وانتهاء بالمستفيد الأساسي من ورائها.

فبعد تفجيرات باريس التي وقعت في شهر نوفمبر الماضي 2015 اجتمع البرلمان الفرنسي بشكل عاجل وتم تمرير الكثير من التشريعات التي تضيق الخناق على المسلمين وتنتهك حرمات وخصوصيات وحريات الفرنسيين بشكل عام، وكان واضحا أنها لم تتم صياغتها بعد التفجيرات بل هي مصاغة ومعدة ومحفوظة في الأدراج في انتظار الفرصة والحدث الذي يتم استخدامه من أجل تمريرها، وهذه هي أنسب الأوقات التي يستخدمها اليمين الأوروبي المتطرف لتمرير التشريعات التي يريدها، فبعد كل أزمة أو تفجير منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وحتى الآن يتم تغيير التشريعات وحصر وخنق المسلمين في أوروبا والغرب بشكل عام، لكن المشكلة التي تواجه الأوروبيين والغربيين عموما أن الوطن الأم لكثير من المسلمين الأوروبيين سواء الفرنسيون أو السويسريون أو الألمان أو غيرهم لم تعد البلاد التي هاجر منها أجدادهم أو آباؤهم والتي لم يعد يربطهم بها شيء سوى الألقاب والأسماء حتى أن كثيرا من أبناء الجيل الثالث لم يقوموا علي الإطلاق بزيارة الوطن الأم الذي هاجر منه أجدادهم، فالوطن الأم لهم هي البلاد التي ولدوا ونشأوا وتعلموا وتربوا وعملوا فيها، ومن ثم فإن توجه بعض هؤلاء للتطرف له أسبابه التي ينبغي للدول الغربية أن تدرسها وأن تجد الحلول لها، لا أن تصدر القوانين والتشريعات التي تزيد التطرف والانقسام، وتزيد الحريق اشتعالا في المجتمعات الغربية، ولأن اليمين المتطرف الذي أصبح له وجوده الفاعل في البرلمانات الأوروبية والبرلمان الأوروبي الذي تمثله كل الدول يأخذ أوروبا إلى منحي متطرف ومنحاز للعرق الأوروبي الأبيض على حساب الأوروبيين الذين ينتمون للأصول والأعراق الأخرى، وهذا في حد ذاته هو سبب المشكلة الرئيسي في أوروبا، فكثير من حكماء اوروبا وعقلائها لم يعد يسمع لهم أحد بسبب ارتفاع الصوت المتطرف ودعوته للحد من الحريات الشخصية وأن يصبح المجتمع كله مكشوفا بكل خصوصياته أمام الجهات الأمنية، كما أن وضع المسلمين الأوروبيين في دائرة الشك والارتياب والاتهام الدائم ربما يؤدي إلى ردود فعل عكسية تدخل أوروبا في دائرة لا تنتهي من العنف والعنف المضاد.. فهل يفيق الأوروبيون ويتعاملون بالعقل مع تلك المشكلة أم يتركون المتطرفين من كلا الطرفين يحلون المشكلة بطريقتهم الخاصة؟

الوطن القطرية

نيسان ـ نشر في 2016-03-27 الساعة 14:01

الكلمات الأكثر بحثاً