اتصل بنا
 

د. العتوم: العمليات العسكرية في سوريا لا يمكن القياس عليها بالأفق المنظور

نيسان ـ نشر في 2016-03-27 الساعة 15:47

x
نيسان ـ

نيسان - نانسي الشروف

قال الدكتور نبيل العتوم إن العمليات العسكرية لا يمكن القياس عليها في الأفق المنظور، لتقدم الجيش السوري، المرتبط بالدعم الروسي المباشر، وفي حال انقطاع هذا الدعم سوف يتقهقر.

وأضاف العتوم في حديث خاص لـ"نيسان": ان استعادة مدينة تدمر يعزز فرص نجاح عمليات الجيش السوري العسكرية، وربما هذا الأمر يعكس عدم انسحاب الجيش الروسي الذي انخرط في العمليات العسكرية بشكل مباشر من خلال بعدين؛ الاول: عمليات القصف الجوي الذي اشترك فيها الجيش الروسي، الامر الثاني: عمليات القوات الخاصة التي نجم عنها مقتل عدد من القوات الخاصة الروسية، وهذا يثير العديد من التساؤلات حول مدى جدية النظام الروسي بالانسحاب من سورية ومدى انخراطه بعمليات مباشرة بدعم الجيش السوري .

واضاف أن هذا الامر سيعزز فرص النظام السوري التفاوضية، مع أنه يماطل في المفاوضات، والورقة التي قدمها ديمستورا لبشار الجعفري ــ مندوب سورية في الامم المتحدة ــ واراد ترحيلها الى الاجتماع المقبل تعكس سياسة المماطلة التي يمتاز بها النظام السوري، مدعوما بقوى إقليمية ودولية، في مقدمها ايران وروسيا، اضافة الى الدور المحوري لروسيا في دعم الجيش السوري على الارض.

وأشار العتوم الى أن روسيا ممعنة في استهداف الشعب السوري، وماضية في تدمير المعارضة المعتدلة، العمليات العسكرية لم تستهدف الا خمسة من مئة من مقرات داعش على اقل تقدير، خصوصا ان الرقة ما زالت بيد داعش .

وأوضح ان تنظيم داعش أعاد الانتشار في مناطق جنوب سورية، خصوصا مع تركيز القوات الروسية وقوات النظام السوري على تدمر، هذا يشكل تهديدا خطيرا للامن القومي الاردني، هذا يعني أن تنظيم داعش بات على الحدود الاردنية، وهذا يعكس طبيعة النظام الروسي الذي تنصل من الوعود التي قطعها للاردن .

ولا يعول د. العتوم كثيرا على انتصارات الجيش السوري في تدمر، لان جزءا كبيرا من الاراضي السورية ما زالت بيد المعارضة السورية، وهي بحاجة الى دعم روسي متواصل، عسكري ولوجستي. وقال: الجيش السوري غير قادر على السيطرة على هذه الأراضي، خصوصا ان هذا الجيش انهك في عمليات عسكرية ضمن رقعة جغرافية واسعة.

وأكد أن سيطرة داعش على الأراضي السورية لم تضعف، بدليل انه مازال يفرض سيطرته على مناطق واسعة في سورية، مثل محافظة الرقة، بإعادة الانتشار، وهي باتت تسليم واستلام بين النظام السوري والقوات الروسية .

تقهقر داعش في عدة مناطق لكنه استطاع بسط سيطرته على مناطق عديدة في سورية، بالأخص مناطق جنوب سورية ، من دون ان يكلف النظام السوري ومليشيات بشار الاسد عناء مقاومة هذا التنظيم.

وأضاف ان هناك مرحلة يريد فيها النظام الروسي إفهام المجتمع الدولي بإضعاف المعارضة السورية المعتدلة ومحاولة تدميرها، بالمقابل الاسهام في تقوية داعش، لجعل العالم يختار بين النظام السوري وداعش، وان يقع الاختيار على النظام السوري وسيلة من وسائل مكافحة الارهاب، وبالتالي هذه سياسة شيطانية لجأت اليها روسيا.

وقال: روسيا تريد إعادة تأهيل النظام السوري ليصبح شريكا في مكافحة الارهاب، مع التضحية بشخص بشار الاسد، لكن مع المحافطة على النظام السوري، وادماج نخب جديدة تتواءم مع السياسة الروسية والايرانية وتحقق مصالحهما.

وأضاف ان صانع القرار السياسي والامن الاردني مطالب بوضع استراتيجيات جديدة بما يتفق مع التطورات الحالية الجارية في سورية، لان اعادة انتشار داعش على جزء كبير من الرقعة السورية، خصوصا المناطق التي تشترك بجبرية جغرافية مع الاردن، ذلك سيرتب اعباء كبيرة على الاردن وافتعال اية ازمة في جنوب سورية قد يؤدي الى موجة جديدة من النزوح الى الاردن واحتمالية انخراط خلايا نائمة داخل هذه الموجات، ما يشكل عبئا كبيرا على الأردن.

واكد العتوم ضرورة التنسيق الامني الاقليمي وبناء تحالفات جديدة مع الطرف التركي والعربي للتعامل مع اي مستجدات قد تحدث على الأرض.

نيسان ـ نشر في 2016-03-27 الساعة 15:47

الكلمات الأكثر بحثاً