عمان - أنقرة .. استقبال باهت أم خطأ أم في محله؟
نيسان ـ نشر في 2016-03-28 الساعة 12:32
لقمان إسكندر
كلام كثير قيل عن زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو الى عمان. بين الاستقبال الباهت والخطأ، والبروتوكول في غير محله. فيما تراوحت التقديرات بين الرافض لهذه "الدبلوماسية الخاطئة"، والمرحب بها.
من يظن أن "جماعتنا" لا تعرف ما تفعل، حتى في مسألة بروتوكول الزيارات الرسمية، ومن لا يتذكر أن تاريخ "الإدارة" في المملكة يقترب عمره للمئة عام، فانه لن يصل الى النتائج التي أرادها صانع خريطة طريق أوغلو الى قلب عمان.
تراوحت مواقف السياسيين والمراقبين الأردنيين وردود فعلهم على شكل الاستقبال استنادا الى الموقف من السياسة التركية في المنطقة، أولا والموقف من الإسلام السياسي ثانيا. وهذا غير مستغرب لأزمة بحجم الأزمة السورية التي برزت في خلفية الزيارة.
كان راسم خريطة خطى أوغلو الى عمان يعرف ما يفعل، ويقوم به باعتباره رسالة لمن يهمه الأمر تركيا وعربيا ودوليا. هذا ما يقوله البعض فيما يرى آخرون أن استقبال أوغلو لا يتعدى انه دبلوماسية التعامل بالمثل بروتوكوليا.
وكما افرح الاستقبال الباهت قلوب سياسيين أردنيين يقفون معارضين للسياسة التركية، فقد أثلج "الإجراء" قلوب عواصم أخرى عربية وغربية، بداية من دمشق و"إسرائيل"، ومرورا بعواصم خليجية وعودة إلى القاهرة و"ما ومن" وراء القاهرة.
في الصندوق يمكن إخراج العديد من الملفات الخلافية بين عمان وانقرة، سواء فيما يتعلق بملف القضية الفلسطينية أو حتى القضية الكردية أو الإخوان المسلمين والإسلام السياسي برمته الذي تنظر إليه عمان بصفته مناوئا لها بينما تراه تركيا مستقبل المنطقة.
خلافات واسعة يمكن الإشارة إليها بين عمان وأنقرة في العديد العديد من الملفات، وبمجرد تجاوز رئيس وزراء تركيا كل هذا والقدوم الى عمان - حسب الموعد المحدد مسبقا - ورغم التسريبات الصحافية وما رافقها من لغط، فان هذا كله يعني أن العاصمتين تدرجان على بساط الدبلوماسية من دون تشدد، بما يجمع الطرفان من مصالح إستراتيجية ترتقي على الشكليات الملفات الثانوية.