اتصل بنا
 

معتز الجنيدي ..من رحم المعاناة يولد الإنجاز

نيسان ـ نشر في 2016-03-28 الساعة 14:34

x
نيسان ـ

نيسان - نانسي الشروف

لم يستسلم معتز الجنيدي، الذي تعرض للإصابة بشلل الأطفال من عمر خمس سنوات، جراء تناوله لمطعوم فاسد للحزن من عجز أصابه، بل كانت تلك محنة سببا ليضع قدميه على أولى خطى النجاح والنجومية.
فقدان الجنيدي قدرته على المشي، لم يمنعه من أن يكون شخص ناجح وله دور بارز ورائد في المجتمع، فقرر من بداية حياته ان يكون قوي ذو شخصية مستقلة غير تابع لأحد، فبدأ بالتفكير بحلمه بعد أن أنهى دراسته الجامعية وحصل على درجة البكالوريوس وانهى شهادة الماجستير تخصص محاسبة.
وجد في الاعاقة هبة وامتحان من الله امتاز به عن غيره من الناس، وموهبته التي أوصلته للعالمية هي ميزته الدنيوية التي ميزه بها عن غيره اضافة الى امتلاكه جسد قوي وعقل من خلاله بنى حلمه بأن يكون بطل .
قال الجنيدي في حديث خاص لـ" نيسان " : إرادتي القوية وعنادي لتحقيق حلمي، والوصول إلى أهدافي هو ما جعلني أصل لما أنا عليه"، لاسيما عندما كان يرى غيره من رافعي الأثقال العالميين، الذين كانوا يحصدون الجوائز ويرفعون علم بلادهم عاليا، حينها أخذ على نفسه عهدا بأن يكون أفضل منهم .
بدأ مسيرته الرياضية برفع الأثقال عام 2003، بذل الجنيدي الجهد الكبير في التمرين ، حتى يتمكن من الوصول إلى طموحه وأمانيه،شارك في رفع الأثقال على مختلف الأصعدة، العالمية، والأولومبية، والعربية والأردنية، مشيرا إلى أنه حصل على لقب أعلى رقم رفع في الأردن على مستوى المعوقين وغير المعوقين.
سيرته الرياضية بدأت في اولمبيات اثين في 2004 اول بطولة حصل على المرتبة العاشرة على العالم ،
لحظتها عاش الحلم ولحظات الفرح بالرغم من عدم تحقيقه.
ونال برونزية أولمبياد بكين عن الوزن 210، حاز فيها على الميدالية البرونزية والثاني حزت فيها المركز الأول عن وزن 215 كيلو. بالاضافة الى فضية بطولة العالم، وذهبية بطولة آسيا، وهو بطل الأردن في جميع الأوزان، وصاحب أعلى رقم أردني سجل بالعالم للمعاقين وغير المعاقين، اضافة الى انه محاضر في التنمية البشرية.
اجبر العالم احتراما في اولمبيات 2014 على الوقوف للسلام الملكي الاردني بإحترام وتواضع عندما حطم الرقم القياسي لثلاث مرات في رفع أثقال عن الوزن 229 كيلو .
واجه مصاعب مادية ومعنوية ، منوها إلى العناء الكبيرالذي عاشه حتى يوفر احتياجاته التي تمكنه من الوصول، لا سيما وأنه من عائلة متواضعة.
مشيرا الى أن المكافآت المادية كانت محبطة للاسف ولم يكن هناك دعم للرياضي بشكل عام ، لكنه جعل من المعيقات التي وجدت في حياته حافزا للنجاح ولتحقيق حلمه.
النجاح لا يتحقق إلا بالإصرار، وعدم التوقف عن محاولة التقدم والتطور، وعدم الاستسلام للفشل أو اليأس والإحباط، وليس عيباً أن تسقط، ولكن العيب أن تركن إلى السقوط، الشخص الذكي هو الذي يركز على نقاط القوة على حد تعبيره.
أكد الجنيدي على الدعم العائلي الذي كان له الدور الاكبر في تميزه ونجاحه في الرياضة ،منوها إلى الدعم الكبير الذي تلقاه من قبل الاشخاص الايجابيين في حياته.
تلقى الجنيدي الدعم من عدة شركات منها شركة بيبسي في البداية وحاليا شركة زين الرائدة في المجتمع، حاليا يحضر معتز لاولمبيات ريو البرازيل كونه بطل عالم تأهل لهذه الاولمبييات.
وجه صرخة عارمة للمجتمع بربطهم ذوي الاعاقة بالاحسان وبنظرتهم التقليدية لذوي الاعاقة ، يرفض الجنيدي نظرات العطف والشفقة، التي كانت لا تخلو من وجوه بعض الأشخاص.
يقول الجنيدي "لم أستسلم يوما لإعاقتي، واستطعت أن أفرض نفسي، وأن أكتسب احترام كل من يتعاملون معي".

نيسان ـ نشر في 2016-03-28 الساعة 14:34

الكلمات الأكثر بحثاً