اتصل بنا
 

النائب "عطون": القدس دخلت نفقاً مظلماً لغياب الخطط والموازنات

نيسان ـ القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام ـ نشر في 2016-03-31 الساعة 12:46

x
نيسان ـ

أكد النائب المقدسي المبعد عن القدس أحمد عطون، أن المدينة تعيش آخر فصل من فصولها من وجهة نظر الاحتلال، الذي رفع شعار بأن "لا قيمة لـ(إسرائيل) بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل".

وقال، في لقاء خاص مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، إن الاحتلال لديه رؤية فهو يعرف ماذا يريد أن يحقق من برامج ومشاريع صهيونية في المدينة المقدسة، أما بالنسبة للعرب والمسلمين فالقدس قد دخلت في نفق مظلم لعدم وجود خطط ولا ميزانيات أو استراتيجيات أو رؤية واضحة للمدينة المقدسة.

وأكد ان الردود العربية والإسلامية لا تتعدى الشعارات، مؤكداً أن هذا الموقف يعطي الاحتلال الضوء الأخضر لتطبيق خططه على أرض الواقع، فقضية القدس محط إجماع لكل التيارات السياسية واليمينية واليسارية الصهيونية، وفق قوله

.طمس وتهويد

وأوضح النائب الفلسطيني أن الاحتلال يسعى إلى طمس معالم المدينة المقدسة، وفرض الرواية الصهيونية وتغيير الوقائع لفرضها على الأرض، بما فيها فرض مناهج التعليم الصهيونية وسن القوانين وزيادة النشاط الاستيطاني.

لا توجد ميزانية للقدس على سلم أولويات القيادة أو الحكومة الفلسطينية وإن وجدت فقط لتجميل بعض الأمور وخاصة خلف الجدار


ووصف دور السلطة الفلسطينية في الدفاع عن القدس بـ"الضعيف جداً"، نظرا لعدم وجود الخطط والميزانيات، وفق قناعته، مؤكدا أنه لا توجد ميزانية للقدس على سلم أولويات القيادة أو الحكومة الفلسطينية وإن وجدت فقط لتجميل بعض الأمور وخاصة خلف الجدار، كما يقول.

وقال عطون: "سيبكي العرب والمسلمون والفلسطينيون على القدس لأنهم فرطوا في حقها ولم ينتصروا لها"، مشيرا إلى أن "من يحمل عبء القدس هم أهلها الذين تركوا وحيدون في المعركة، هم من يدافعوا عن وجودهم وهويتهم الوطنية والإسلامية وكرامة الأمة الإسلامية وشرفها من خلال تصديهم للمشروع الصهيوني".

سيطرة واستيطان

وأشار النائب عطون إلى نوايا الاحتلال في السيطرة على المسجد الأقصى المبارك، وقال إن السيادة أصبحت للاحتلال، وأصبحنا نستجدي زيارة مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، فقد أصبحنا غرباء داخل مدينة القدس بما تمثله من رمزية.

ووصف النائب عطون المصادقة على مشروع "كيدم الاستيطاني" بالقرب من المسجد الأقصى المبارك بأنها "أخطر خطوة تنفيذية بحق القدس والأقصى؛ لأنه لا يبعد عن سور القدس التاريخي سوى 20 متراً و100 متر عن الأقصى.

وجود 67 كنيس صهيوني داخل البلدة القديمة في القدس، بعضها أقيمت في مواقع مدارس إسلامية، وهذه بداية حقيقية لفرض الرواية التوراتية من وجهة نظر الاحتلال وفرض واقع جديد لقبوله من قبل المجتمع الدولي، وترويض العقلية الإسلامية أيضا.


وبيّن أن الاحتلال ينفذ خطط ما تسمى بـ"الأطواق"، وخاصة في البلدة القديمة، ويعمل على مصادرة عقارات محيطة بالأقصى، وفق قوله.

وأشار إلى وجود 67 كنيسا صهيونيا داخل البلدة القديمة في القدس، بعضها أقيمت في مواقع مدارس إسلامية، ووفق اعتقاده فهذه بداية حقيقية لفرض الرواية التوراتية من وجهة نظر الاحتلال، وفرض واقع جديد لقبوله من قبل المجتمع الدولي، وترويض العقلية الإسلامية أيضا.

ونبه النائب عطون إلى عدة مشاريع صهيونية أخرى خطيرة بحق القدس، منها "تل الفريك" الذي يبدأ من جبل الزيتون مروراً فوق الأقصى، محذراً من التعامل مع هذا المشروع الذي يعتبر باحات الأقصى ساحات عامة تتبع لبلدية الاحتلال.

ورأى أن الاحتلال يستهدف بلدة سلوان باعتبارها الحامية الجنوبية للأقصى فهي "الكتف الأضعف" من وجهة نظره؛ لأنه لا يفصل الأقصى عن سلوان سوى سور القدس، مؤكدا مصادرة الاحتلال للقصور الأموية والقبور الإسلامية الموجودة في تلك المنطقة.

وقال عطون إن الاحتلال يغلف مشاريعه التهويدية بغلاف ديني؛ من أجل كسب عطف العالم المسيحي واليهودي، موضحاً أن الاحتلال تمكن من إشغال الفلسطينيين في الكثير من المشاريع هنا وهناك فهنا وهناك في القدس، ويحاول تطبيقها على أرض الواقع.

استهداف المرابطين

شدد النائب المقدسي على أن الإجراءات الصهيونية بحق الأقصى والمرابطين فيه بشكل خاص، وبحق أهل القدس بشكل عام، يشير إلى وجود حرب مفتوحةو.و على القدس أرضاً وسكاناً وبشراً وأحياءً وأمواتاً؛ بهدف تفريغ المدينة من أهلها.

ثمن النائب عطون دور الحكومات العربية والإسلامية التي تنتصر للقدس وترعاها، ولكنه تساءل هل هذا الدور أمام الممارسات الصهيونية كاف؟ وهل عمل على ردع الاحتلال؟ هل الأقصى يعيش اليوم في رخاء وبحبوحة؟.

وقال إن المرابطين والمرابطات لم يرفعوا السلاح في وجه الاحتلال، فهم يريدون تأدية صلواتهم داخل الأقصى إلا أنهم يتعرضون لاعتداءات وإبعاد، مؤكداً أن هذا السلوك الصهيوني يأتي في سياق تقسيم المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني.

وأشار إلى نجاح الاحتلال في فرض واقع

جديد، فهو الذي يحدد متى تقام الصلاة، ومتى يدخل أهل القدس والمصلون إلى المسجد الأقصى.

وثمن النائب عطون دور الحكومات العربية والإسلامية التي تنتصر للقدس وترعاها بما فيها المملكة الأردنية الهاشمية، ولكنه تساءل هل هذا الدور أمام الممارسات الصهيونية كاف؟ وهل عمل على ردع الاحتلال؟ هل الأقصى يعيش اليوم في رخاء وبحبوحة؟.

وقال إن الاحتلال أراد تحقيق أمرين اثنين في القدس المحتلة، الأول توجيه رسالة للمسلمين والمجتمع الدولي من خلال فرض السيادة السياسية على المدينة للقضاء على أي حل مستقبلي لإقامة دولة فلسطينية، والثاني فرض وقائع لروايتهم الاحتلالية من خلال تزوير التاريخ في القدس.

وأضاف أن كل الإجراءات والممارسات والقوانين الصهيونية هدفها تفريغ القدس وفرض الرواية الصهيونية بما يسمى "أسرلة القدس"، فالاحتلال أعلن أنه يريد أن تكون دولته يهودية دينية، وأن تصبح القدس المحتلة عاصمة أبدية لها.

الكاميرات تخدم الاحتلال ويرى عطون أن مشروع تركيب كاميرات مراقبة في المسجد الأقصى المبارك لن يخدم بمجمله إلا الاحتلال، وقال إن الاحتلال سيعمل على مراقبة كل المرابطين والمدافعين عن الأقصى وملاحقتهم وإبعادهم.
مشروع الكاميرات سيعمل على تحجيم الكثير من النشاطات والفعاليات بداخل المسجد، وستكون ساحات الأقصى الخارجية والداخلية مفتوحة للاحتلال.

وبيّن أن المشروع سيعمل على تحجيم الكثير من النشاطات والفعاليات بداخل المسجد، وستكون ساحات الأقصى الخارجية والداخلية مفتوحة للاحتلال.

وأكد أن الأقصى اليوم ليس بحاجة لكاميرات من أجل حمايته بل لخطوات عملية على أرض الواقع لكبح جماح الاحتلال ومنع الاقتحامات من قبل المستوطنين، "وهذا لا يتم إلا من خلال ممارسة سياسية ضاغطة على الاحتلال من قبل الحكومة الأردنية".

وقال: "لا نريد أي خطوة تسهل للاحتلال ملاحقة المرابطين والمقدسيين ومنعهم من نصرة الأقصى والدفاع عنه".

وذكر عطون بوجود مئات الكاميرات داخل أزقة البلدة القديمة، موضحاً أن الاحتلال يريد إكمال مشروعه داخل الأقصى، متمنياً على السلطات في الأردن إعادة النظر في قضية الكاميرات لأنها خطيرة على المصلين ورواد الأقصى، وفق تعبيره.

حراك دبلوماسيوأوضح النائب المقدسي أن نواب القدس المبعدين، حاولوا التواصل مع كل الممثليات العربية والأجنبية في رام الله من أجل موضوع القدس، وقدموا طلباً للاجتماع بالسفير الأردني، وحتى الآن لم يتلقوا رداً على ذلك.

وأشار إلى أن القيادات الفلسطينية مقيدة ببنود أمنية واتفاقيات لا يستطيعون تجاوزها بعض النظر عن الخطابات والإعلام الذي نسمعه عن القدس، وقال إن القدس مغيبة عن الأجندة الفلسطينية والعربية والإسلامية.

واقع عربي مرير
وفي رؤيته لاستنهاض الواقع العربي، قال إنه ورغم المشهد الضبابي المحيط بنا، ورغم المجازر التي ترتكب والانتهاكات في فلسطين؛ إلا أن العالم العربي منشغل بملفاته بحيث أصبحت الأولويات غير واضحة.

واستدرك بأن استنهاض العالم العربي والإسلامي بحاجة لإرادة سياسية حقيقية تأخذ بيد شعوبها لتتقدم صفوف المعركة، معبراً عن أمله بألا تدوم حالة الكبت والصمت التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية.

وطالب النائب عطون بضرورة وجود حراك عربي وإسلامي جاد أمام الهجمة التي يشنها الاحتلال على مدينة القدس ومقدساتها لإيقاف المشاريع التهويدية قدر الإمكان.

نيسان ـ القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام ـ نشر في 2016-03-31 الساعة 12:46

الكلمات الأكثر بحثاً